اعلم أن الطريق إليه أحد أمور ثلاثة: القياس والتجربة والوحي.
أما القياس: فهو أنهم لما شاهدوا الكمودة في لون زحل وهذه الكمودة تناسب السواد حكموا عليه بكونه باردا يابسا. ولما شاهدوا الحمرة في لون المريخ وهذا اللون بشبه لون النار - حكموا عليه بكونه حارا يابسا.
والمختار عندنا: أن هذا الطريق ضعيف جدا. لا يجوز التعويل عليه. لنه ثبت في علم الطب: أن الاستدلال بالألوان المخصوصة على حصول الطبائع المخصوصة أضعف أقسام الدلائل. بل الحق: أن هذه الألوان دالة دلالة ضعيفة على هذه الطبائع فلما أضافوا إليها التجارب خرجت التجربة مطابقة لهذا القياس، فحصلت معرفة طبائعها بناء على مجموع الأمرين القياس هو المبدأ المحرك للعقول والخواطر وهذه التجارب هي التمام والكمال.
واعلم: أم طريق التجربة: هو أنه متى حدث نوع من أنواع الحوادث في هذا العالم، فن صاحب التجربة يتعرف أن الأوضاع الفلكية كيف كانت؟ تعرفا على سبيل الاستقصاء والكمال فإذا وقع مثل ذلك الحادث مرة ثانية وثالثة رابعة وخامسة وتعرف الأحوال الفلكية وجدها مثل الحالة