وهذه الشبهة قد ذكرها الله تعالى في القرآن مرارا وأطورا - قالوا: الدليل عليه: أن كون الرسول من جملة الملائكة أفضى إلى الغرض: والافضى إلى الفرض هو الذي يفعله الفاعل الحكيم.
فيفتقر إلى تقرير هذين المقامين:
أما المقام الأول: وهو بيان أن كون الرسول من جملة الملائكة أفضى إلى الغرض فيدل عليه وجوه:
الأول: أنه لما كان الملك في غاية القوة والقدرة والشدة. فالناس يخافونه ويهابونه فكان انقيادهم لطاعته أكمل فكان أفضى إلى المقصود.
والثاني: انه إذا كان ملكا، وكان لا يأكل ولا يشرب ولا يتزوج لاو يرغب في تحصيل المال والجاء، كان وثوق الناس بصدقه أقوى، وبعدهم عن الكذب والريبة أكمل فكان هذا الطريق أفضى إلى الغرس.
والثالث: أن منصب رسالة الله تعالى: أعظم المناسب وأعزها وأشرفها والحكيم إذا فوض أعظم المناصب وأجلها إلى بعض عبيده فإنه لا يليق به القاء العبد في الذل والهوان ونرى الرسول البشرى واقعا