كل ما يدخل في الوجود فهو بقضاء الله تعالى وبقدره وأنه منزه عن الظلم والعبث ولباطل كما قال بعهم:
الحمد لله ذي الآلاء ولنعم والطول والفضل والإحسان والكرم
منزه الفعل عن عيب وعن عبث فقدس الملك عن طزل وعن عدم
واعلم: أن هذا الذي ذكرناه يتفرع عليه نوعين من البحث:
لا يليق بصاحب الدعوة إيراد هذه المطالب كما يورده أهل الجدل والاستدلال. لأن ذلك الطريق يحمل السامعين على الاعتراض عليه وعلى إيراد الأسئلة عليه. فإذا اشتغل بالجواب عنها، فربما أوردوا على تلك الأجوبة: أسئلة أخرى، ويحصل فتح باب المشاغبات والمجادلات ولا يحصل المقصود البتة. بل الجواب: إيراد البيانات البرهانية مخلوطة بطريقة الخطابة من الترغيب والترتيب فإن بسبب ما فيه من قوة المقدمات البرهانية يبقى مستعظما في العقول. وبسبب ما فيه من طريقة الخطاية يكون تأثيره في القلوب أكمل ويكون بعد السامعين عو سوى الأدب - الذي بيحصل بسبب المشاغبات - أتم.
النوع الثاني:
أنه لا يجوز أن يصرح بالتزيد المحصن لأن قلوب أكثر الخلق، تنفر عن قبول مثل هذا الكلام فإذا وقع التصريح به صار ذلك سببا لنفرة أكثر