فهرس الكتاب
الصفحة 106 من 256

اعلم أن المنكرين بينوا هذا الاحتمال من وجوه:

الاحتمال الأول: قالوا: الإنسان إما أن يكون عبارة عن هذه البنية المتولدة من هذا المزاج المخصوص وأما أن يكون عبارة عن جوهر مجرد متعلق بهذا البدن وليس المقصود من ذكر هذا الترديد. وقوع الشك في هذه المسالة بل بيان أن الاعتراض قائم على جميع التقديرات.

أما إذا قلنا: الإنسان عبارة عن هذا البدن المتولد من هذا المزاج المخصوص. فنقول: لا شك أن الأمزجة المختلفة (والاجسام لها بحسب أمزجتها المختلفة) أحوال مختلفة وصفات متباينة. ونرى أن الأجسام النباتية والمعدنية لها بحسب أمزجتها المختلفة: آثار مختلفة وخواص متباينة. فلما لا يجوز أن يكون الحال في الأمزجة الإنسانية أيضا كذلك؟

وعلى هذا التقدير فإنه لا يمتنع أن يقال: أنه اختص بدن هذا النبي بمزاج مخصوص ولأجل ذلك المزاج قر على الاتيان بمثل هذه المعجزات وإذا كان هذا الاحتمال قائما امتنع القطع على أن خالق هذه المعجزات هو الله تعالى. إما إذا قلنا الإنسان عبارة عن جوهر النفس الناطقة المجردة. فنقول أنه لا يمتنع أن تكون النفوس الناطقة يخالف بعضها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام