معصوما لا شيطان مرجوما، فنقول: هذا - أيضا - لا يطيد وذلك لأن الفعل وإن كان فعلا لا يقدر أحد على إيجاده إلا الله تعالى إلا أنه يمتنع في العقل أنه - تعالى - أجرى العادة في عالم الملائكةة بأن كل من دعا الله وتضرع إليه في طلب ذلك فعل، فإنه تعالى يفعله إجابة لدعاء ذلك الداعي وإذا كان هذا المعنى محتملا لم يكن طهوره على يد هذا الملك: دليلا على كونه صادق اللهجة في ادعاء الرسالة فثبت أن الملك لا يمكنه تعريف الرسول البشرى كونه صادق القول في ادعاء كونه رسولا من عند الله إلى ذلك الإنسان فبقي أن يقال: بأنه تعالى يخلق في ذلك الإنسان علما بديهيا ضروريا بأن ذلك الذي وصل إليه ملك صادق لا شيطان كاذب، فإنه إن لم يحصل هذا المعنى امتنع كون الرسول البشرى عالما بأن ذلك الواصل ملك من عند الله - تعالى - وإذ وقع الشك في الأصل فوقوعه في الفرع أولى والله أعلم بالصواب.