فهرس الكتاب
الصفحة 125 من 256

والقاء الأباطيل في الخواطر. وأمات الأنبياء والصلحاء وهم يسعون في تقرير الدلائل ولا شك أن ذلك يوهم السعي في الإضلال.

الثالث: أن الشبهات الكثيرة: موجودة في العالم. فإنا رأينا حدوث الحوادث عقيب أحوال الكواكب وعقيب امتزاجات الطبائع ودوران الشيء مع الشيء يوهم العلية. بدليل: إن الأطباء إنما عرفوا طبائع الأدوية بهذا الطريق فثبت إن هذه الأحوال توهم ان تقرير العالم متعلق بأحوال هذه الكواكب. ثم أنه تعالى خلق هذا الشيء مع كونه شببا للشبهة.

الرابع: إنا نشاهد العالم مملوءا من الآلام والاسقام والآفات والمخافات ثم أن المبتلي بهذه الأحوال قد يبالغ في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى فلا يجاب ولا ينقلب إليه وذلك يوهم الشبهات.

الخامس: أنه قد يتفق في بعض الأوقات أن يكون الرجل المواظب على الطاعات والعبادات يقع في أنواع من البلاء والعناء والرجل المواظب على الفسق والكفر قد يحصل له في الدنيا أنواع من الراحات والطيبات وذلك يوجب الشبهة.

فثبت بما ذكرنا: أن مع القول بوجوب حكمة الله تعالى، ومع القول بجريان تحسين العقل وتقبيحه في أحكام الله تعالى لا يجب على الله تعالى الاحتراز عما يوهم الباطل وبالله التوفيق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام