الوقت مساويا لسائر الأوقات في قبول ذلك الحادث المعين فحينئذ قد ترجح الممكن لا لمرجح وإذا جاز هذا فلم فلا يجوز حدوث المعجز لا لغرض أصلا؟ وذلك يبطل القول بدلالة المعجز على الصدق.
وأيضا: أما أن يتوقف حدوث ذلك على كون ذلك الجسم موصوفا بذلك الاستعداد الخاص فحينئذ يكون حدوث هذا المعجز من لوازم الأحوال السابقة. وعلى هذا التقدير فإنه يخرج عن كونه دليلا على صدق المدعي.
فهذا تمام الكلام في بيان أنه يحتمل أن يكون فاعل هذه المعجزات شيئا غير الله سبحانه وتعالى.
وطريق ضبط هذه الاحتمالات أن نقول: فاعل هذه المعجزات أما أن يكون هو النبي أو غيره. فإن كان هو النبي فيحتمل أن يكون اقتداره على خلقها لأجل مزاجه المخصوص وأن يكون لنفسه المخصوصة وأما إن كان غيره فذلك الغير إما أن يكون جوهرا جسمانيا أو جوهرا مجردا فإن كان جسنا فهو إما أن يكون عنصريا وهو الدواء المخصوص أو جسما فلكيا وهو القرانات والاتصالات الحاصلة بحسب السيارات والثوابت أو ممزوجا من القسمين: أو جسما مغايرا لهذين القسمين وهو الذي يقال: أن الملائكة أجسام نورانية علوية قادرة على الأعمال الشاقة. وأما أن كان ذلك الغير روحانيا فإما أن تكون هي الأرواح السفلية وهي الجن والشياطين أو الأرواح العلوية وهي العقولوالنفوس والله أعلم.