التقدير فلم لا يجوز أن يكون فاعل هذه المعجزات هو هذه العقول النفوس والفرق بين السؤال وبين سؤال الملائكة هو أن الملائكة عند المتكلمين شيء مغير لهذه العقول والنفوس فأوردنا سؤال الملائكة. على حسب ما يعتقدون في وجود الملائكة وأوردنا هذا السؤال ههنا على حسب مذابه الفلاسفة في العقول والنفوس.
الاحتمال الثامن: أن نقول: لا شك أن أجسام هذا العالم العنصري مشتركة في الهيولي. وتلك الهيولي قابلة لجميع الصور والأمراض على البدن وإذا ثبت هذا فنقول: اختصاص كل واحد من هذه الأجسام بصفته المعينة وصورته من سائر الأجسام أو لا يكون كذلك. والثاني باطل ولزم أن يكون اختصاص ذلك الجسم بتلك الصفة مع كونه مساويا لسائر الأجسام في القبول وفي عدم الأولوية يكون رجحانا لأحد طرفي الممكن على الآخر لا لمرجح وهو محال ولما بطل هذا القسم، ثبت أن القسم الأول حق: فنقول: اختصاص ذلك الجسم بذلك الاستعداد الخاص لا بد وأن بكون لأجل استعداد آخر إلى غير النهاية فتلك الاستعدادات إن حصلت دفعة واحدة لزم حصول أسباب ومسببات لا نهاية لها دفعة واحدة. وهو محال وإن حصلت على سبيل التعاقب وهو أن يكون كل استداد سابق علة لحصول الاستعداد اللاحق فحينئذ يكون حصول هذا المعجز المعين - الذي هو خارق للعادة - من لوازم الأحوال السابقة التي لا أول لها وحينئذ تخرج عن كونها دالة على الصدق.
والحاصل: أنه كان ذلك الجسم مساويا لسائر الأجسام وكان ذلك