فهرس الكتاب
الصفحة 117 من 256

الاحتمال السادس: اتفقت الفلاسفة والصابئة على ان الأفلاك والكواكب إحياء ناطقة مطلعة على جيع أحوال هذا العالم. وفي الناس من يدعي أن الرجل إذا واظب على قراءة رقي مخصوصة أياما مخصوصة على شرائط مخصوصة فإنه يتجلى له روح ذلك الكوكب ويغينه على مقاصده وأغراضه وكتب أصحاب الطلسمات في عدوة الكوكب مملوءة من هذه الكلمات.

إذا عرفت هذا الكلام فنقول: أنه وأن لم يثبت بالدليل صحة ما ذكروه إلا أنه لا أقل من الاحتمال. ومع قيام هذا الاحتمال لا يمكن القطع بأن خالق المعجزات هو الله سبحانه وتعالى بل. لا يمتنع أن يكون فاعلها هو هذه الكواكب ومن نظر في كتب السحر والطلسمات رأى حكايات عجيبة في هذا الباب. وكتاب تنكوشا كتاب مشهور موجود في أيدي الناس وفيه من هذا الباب شيء كثير. وقوله من يقول: أنه من باب الخرافات كلام ما به بأس إلا أنه يدفع السؤال. لأن السائل لا حاجة به إلى إقامة الدليل على صحة ما ذكروه في السؤال وإنما المجيب هو المحتاج إلى إقامة الدلالة على أن ذلك الوجه محال باطل مطلقا.

واعلم: أن الفرق بين هذا السؤال وبين ما قبله:

أنا في السؤال الأول: جعلنا الكواكب موجبة بالذات لهذه الآثار العجيبة بحسب الشرائط المختلفة والأشكال الفلكية المتعاقبة.

وأما في هذا السؤال: فقد جعلنا الأفلاك والكواكب أحياء ناطقة مختارة في الفعل والترك.

الاحتمال السابع: اتفقت الفلاسفة على إثبات العقول والنفوس. فقبل إقامة الدلالة على إبطال القول بها كان احتمال وجودها قائما وعلى هذا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام