علمهم بأمية النبي دليل على أن النبي مؤيد من الله القادر على كل شيء، فيؤمن الناس بالله عز وجل إلها، ويؤمن الناس محمد صلى الله تعالى عليه وسلم نبيا لهذا الإله.
ولأن الناس قد القوا المعجزات المبصرة الحسية طلبوا من محمد صلى الله تعالى عليه وسلم معجزات مبصرة حسية. فرد الله تعالى بقوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] ومعنى الكلام: أن الله تعالى قادر على تأييد نبيه محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم بالمعجزات المبصرة الحسية كما أيد صالحا عليه السلام.
ولكن لأن المعجزات المبصرة الحسية لم تكن صارفة للناس عن الكفر منع الله أنه يؤيد به محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم وأعطي بدلها إعجاز القرآن الكريم وهذا المعنى ييدل على أن آية: {وما منعنا} : محكمة - وهي محكمة - لأن معناها يدل على النفي حقيقة ولا وجه معه للمجاز. مثلها قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 50، 51] .
وقد وردت آيات متشابهة.
مثل: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] فإن الإنشقاق على الحقيقة: يدل على معجزة مبصرة والانشقاق على المجاز يدل على وضوح أمر الإسلام ونبوة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وضوحا كوضوح نور القمر في ظلام الليل. ولأن قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} يحتمل هذين المعنيين صار انشقاق القمر متشابها غير محكم. وحيث أن المحكم ينفي المعجزة الحسية والمتفق