فمثلا: ايد الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بالعصا وأمره أن يرميها. وهو في طور سيناء. فرماها {فإذا هي حية تسعى} وأمره أن يرميها في مصر. فرمها {فإذا هي ثعبان مبين} لقد صارت العصا بعد الرمي حية حقيقية من لحم ودم، ذات جسد وروح. وبهذا الأمر صار موسى متميزا عن سائر الناس وعلى من يريد الغاء التميز أن يتقدم. ولما تقدم لسحرة والقوا عصيهم لم تنقلب العصي ثعابين من لحم ودم.
ولما لم تنقلب تقدم السحرة إلى موسى قائلين له: لست ساحرا. أنت مؤيد من الله القادر على كل شيء، وآمنوا بالله عز وجل إلها وآمنوا بموسى عليه السلام نبيا لهذا الإله.
ومعجزة موسى هذه وله معجزات أخرى، تسمى بالمعجزات الحسية.
ومثل معجزات موسى: أنبياء كثيرين منهم صالح وعيسى عليهما السلام.
إثبات نبوة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم:
لما اصطفى الله نبيا إلى العرب والعالم - هو محمد بن عبد الله من ولد إسماعيل بن إبراهيم النبي عليهم السلام- أيده بالقرآن الكريم معجزة لفومه والعالم والقرآن معجزة له: لأن محمدا صلى اله عليه وسلم لم يتعلم القراءة ولا الكتابة ولم يذهب إلى مدرسة ولم يختلف إلى معلم. وقومه مثله ليس عندهم مدارس للعلم. وكونه أميا غير قاريء ولا كاتب ولا دارس وينطق بكلام فصيح له معنى: يدل على العجب. وبالكلام الفصيح الدال على معاني لا ينكر حقيقتها عارف بها، صار محمد صلى الله تعالى عليه وسلم بهذا الكلام متميزا على غيره، ولو أن الناس أخذوا بأسباب العلم وأرادوا أن يبطلوا تميز النبي عليهم، فإنهم لن يقدروا على ذلك. وعدم قدرتهم مع