فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 256

وقاعدتنا أن كل نبي إنما يسمع الخطاب بواسطة ملك، إلا سيدنا موسى الذي قيل فيه: فما إلى فم أخطابه؟

فلتعلم: أن الأمر كذلك. وأن الواسطة هنا: هي القوة المتخيلة. لأنه إنما يسمع أن الله يكلمه في حلم النبوة وسيدنا موسى عليه السلام من فوق الغشاء من بين الكروبين دون تصرف القوة المتخيلة.

إثبات لانبي:

وإذا أراد الله عز وجل مخاطبة البشر يصطفي إنسانا من جنس البشر ويكلمه بكلامه ويأمره أن يبلغ هذا الكلام للبشر. لأن البشر لا يقدرون على رؤية الله وجها لوجه من هيبته وعظمته، ولأن البشر يستأنسون بإنسان منهم. لكن البشر من طبائعهم أنهم يكرهون من يتميز عنهم. ومن يتميز بشيء يقدرون على الأخذ بأسبابه يعلمون عمله حتى لا يتميز عليهم. ومن أجل طبيعتهم هذه بما يتميز به على الناس. وهذا الشيء الذي يميزه الله به، لا يقدر الناس على الأخذ بأسبابه حتى يتميزوا هم أيضا فيبطلون بتميزهم: ميزة النبي عليهم. وهذا الذي يميز الله به النبي يسمى المعجزة وشرائطها هي:

1 -أن تكون من جهة الله تعالى، أو في الحكم كأنها من جهته عز وجل.

2 -أن تكون عقيب دعوى المدعي النبوة.

3 -أن تكون مطابقة لدعوى مدعي النبوة.

4 -أن تكون ناقضة لعادة من بين ظهرانيه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام