فهرس الكتاب
الصفحة 5 من 256

اليقظة أخرى وعلى سبيل الالهامات ثالثا: هو ذلك الطباع التام ولا يمتنع كون ذلك الطباع قادرا على أن يشتكل باشكال مختلفة يحسب جسم مخصوص هو آلته في جميع أعماله. وثانيها: أن نثبت طوائف الملائكة وطوائف الجن ونحكم بكونها قادرة على أن تأتي بأعمال مخصوصة عندما يظهرون للبشرز وعلى أعمال أخرى عندما يحتجون عن البشر. والقول بهذا أولى من القول بالتزام السفسطة. فهذا ما نقوله في هذا الباب.

واعلم: أنه على الفلاسفة لا تعرف الفرق بين النبي الحقيقي وبين الصوفي المدعى أنه من أهل الإسلام - فمن ذا الذي لا يقرأ عبارة ابن سينا هذه ولا يفطن إلى ضلاله في الدين؟ وإذا بلغك أن عارفا حدث عن غيب فأصاب متقدما ببشرى أو نذير. فصدق ولا يتعشرن عليك الإيمان به فإن لذلك في مذاهب الطبيعة أسبابا معلومة يريد أن يقول: العارف بالله أي المتصوف الحقيقي إذا أنبأ بالغيب فلا تكذبه ولا تكفر بكلامه. أي أن ابن سينا يساوي بين الأنبياء الصادقين وبين ألئك المتصوفين في طريقة تلقي الوحي وكان يجب أ يفرق في طريقة تلقي الوحي فإن طريقة الأنبياء بواسطة جبريل غير طريقة الإلهام للبشر العاديين. لاحتمال أن يكون الإنسان مصورعا من الشيطان.

والفلاسفة من علماء اليهود - مع كفرهم - لم يرتضزا أن يسووا بين موسى عليه السلام وبين غيره من أنبيائهم في طريقة الوحي. إنهم ارتضوا المخيلة طريقا للوحي كفلاسفة المسلمين. وقالوا: أن المخيلة لا تكون لموسى. فانظر كيف ضللوا وشككوا بالجملة، حتى يبينوا للناس أن ليس كتاب صحيح غير كتاب موسى وليس نبي عظيم إلا النبي موسى. يقول ابن ميمون: ولعلك تعترضني وتقول: قد عددت في مراتب النبوة: أن يكون النبي يسمع الخطاب من الله يخاطبه كأشعاء وميخا. وكيف يكون هذا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام