فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 256

الحقيقي - كما كلم موسى عليه السلام. أما عن إرسال الرسل: فإن الرسول على المعنى الحقيقي مثل موسى ومحمد عليهما السلام فإن الله يخاطبه كما بينا.

وإذا قلنا بالمجاز في الرسول فإن العالم من علماء المسلمين اليوم إذا نشر الإسلام في بلاد الكر، ويكون رسولا من الله على سبيل المجاز على هؤلاء الكافرين وليس رسولا على الحقيقة فإنه لا رسول حقيقي بعد محمد r. والعلماء من بعده رسل على المجاز. فإذا كلم عالم من العلماء اليوم كافرا بكلام عن الدين. يكون الكافر بشرا أراد الله أن يكلمه ويكون العالم رسول رسول الله على سبيل المجاز. ولذلك كان نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.

وبعض فلاسفة المسلمين يقولون: وقولهم باطل - أن مخيلة النبي تتصل بالعقل الفعال الذي يفيض على المخيلة وبالفيض تدرك أمور الغيب يقظة أو مناما - واليقظة عند الأنبياء كالمنام - وما تراه مخيلتهم أثناء اليقظة هو الوحي وينكرون رؤية الملاك حالة كونه مشكلا بشكل أنسي، أو على صورته الحقيقية. ومن أثبت الملائكة للوحي يقول: من الجائز أن يرى النبي صورة الملائكة بعينيه ويكلمها وتلقي عنها الوحي مع أن هذه الصور - في زعمه - قد شكلتها مخيلته ولم يكن لها وجود فعلي في الخارج.

وقد حكي قول هؤلاء الفلاسفة الإمام الإمام فخر الدين الرازي في فصل تقرير طريفة النبوات في كيفية ظهور المعجزات على الأنبياء عليهم السلام من كتاب النبوات وما يتعلق بها"وعقب على قولهم بما نصه: أن كلامهم في غاية الضعف والفساد. والحق: أن هذا الباب يحتمل وجوها كثيرة: فأحدها: أنا قد بينا أن النفوس الناطقة أنواع كثيرة، طوائف مختلفة ولكل طائفة منها روح فلكي هو العلة لوجودها وهو المتكفل بإصلاح أحوالها وذلك الروح الفلكي كالأصل والمعدن والينبوع بالنسبة إلهيا وسميناه بالطباع التام فلا يمتنع أن يكون الذي يريها في المنامات تارة، وفي"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام