الكرامات. ولم يوضحوا حقيقة الكرامات التي أنكرها المعتزلة.
والحق: أن المعتزلة لم ينكروا إلا خرافات المتصوفة عن الأنبياء وعن كراماتهم. أما الكرامات الصحيحة وهي البشرى واطمئنان القلب والهداية إلى العمل المفيد الذي يريده المؤمن فإن المعتزلة لا ينكرونها.
وكيف ينكرونها؟ والله أخبر عن كرامات للاحياء ولم يخبر عن كرامات تظهر على الأموات. أي الكرامات للإحياء وليست للأموات. فإن الميت لا يظهر منه شيء بعد موته ولا لنفسه ولا لغيره. لا للنفع ولا للضرر.
يقول الإمام الجليل محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 573 في تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] ... الخ. أَوْلِياءَ اللَّهِ الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة. وقد فسر ذلك في قوله الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ فهو توليهم إياه هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ فهو توليه إياهم. وعن سعيد بن جبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: من أولياء الله؟ فقال: «هم الذين يذكر الله برؤيتهم"وقال الإمام - رحمه الله - في قوله: لهم البشرى، والبشرى في الدنيا ما بشر الله به المؤمنين المتقين في غير مكان من كتابه ... وأمّا البشرى في الآخرة فتلقى الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالفوز والكرامة."
خطأ المدرسة الاشعرية غي مهادنة التصوف:
ولأن المدرسة الاشعرية المنتسبة لأب الحسن الأشعري هادنت التصوف وانتسب كبار أساتذها إلى التصوف كالغزالي أبي حامد وغيره، والتصوف قريب من عقول العامة، وبعيد بعد المشرقين عن عقول الراسخين في العلم لأنها هادنت التصوف ورفعت من شأنه، لدرجة أن بالغ الغزالي مبالغة ممقوتة في إثبات وجود الله عن طريق الذوق القلبي، لا عن طريق لنظر في الكون وفي الإنسان كما نبأ القرآن الكريم. لأنها كذلك هاجمها