المسلمين يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم من بعد موته لم يظهر يقظة لأحد من الخلق.
والهدف من ذكر ما قدمنا: أن المسلمين الذين أنكروا ما يكرم الله به أولياءه إنما أنكروا أساطير المتصوفة وبدعهم في الدين.
وأما العبارة المشهورة وهي:"أولياء الله الحقيقيون لا يعلنون عن أنفسهم"فهي عبار باطلة لأنه لا تفرقة بين ولي وولي إلا بالسبق في الخيرات ولا أحد من الأولياء يقدر على ان يعرف قيمة نفسه عند الله. لأن الولي يأتي ما يأتي من الأعمال الصالحة وهو يظن التقصير في حق الله تعالى كما عبر الله عنهم بقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 60، 61] ولأن قلوبهم وجلة أي خائفة من ظن التقصير في عمل الخير، نجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يقول عن نفسه:"ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي"وذلك في الحديث الذي رواه البخاري عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء - وهي امرأة من الأنصار ممن بايعوا الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم - أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين أول ما قدموا عليهم بالقرعة. قالت: فطار لنا - أي كان من نصيبنا - عثمان بن مظعون من أفضل المهاجرين في ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك يا أبا السائب. فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله تعالى. فقال لي رسول الله عليه وسلم:"وما يدريك أن الله أكرمه؟"فقالت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما عثمان فقد جاءه اليقين والله أني أرجو له الخير. ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي"قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا.
كرامات الاولياء في نظر المعتزلة:
ولقد وجهت المدرسة الاشعرية نقدا عنيفا للمعتزلة لقولهم بإنكار