فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 256

ومن أجل هذا النفع يصد عن الحق، ولا يقبل النصيحة. فأثناء خصامه معه قال له على سبيل التهكم: الآن سيأتيك زيد بما ينفعك به دائما. وما هي إلا لحظة أو تكاد حتى دخل عليه زيد بما ينفعه به من مأكل ومشرب. فدخل زيد عقب قوله سيأتيك النفع: يعتبر كرامة ولولا أنها مخاصمة من أجل الله ما أصابه الله بهذه البشرى.

وقد تنوب الأحلام مقام اليقظة وفي مثل هذه الأمثلة. باعتبار أن ماضي الإنسان هو الذي يوصل إلى النتائج. فلو حلم مثلا أنه سيقول لزيد هذا الكلام، وفي الصباح تحقق الحلم. فإنه زيادة إكرام. وتأكيد للكرامة. ولو حلم بحل المسألة العلمية وفي الصباح التقي بالكتاب فأخبره فإنه تأكيد للكرامة.

تلك أمثلة من واقع حياة الناس لا ينفعها النقل ولا يردها العقل الذي هو أصل الشرع - أما ما يروي من الخرافات والأساطير على أنه كرامة فليس من الكرامة في شيء.

أعني ما يروى على مثال هذا الذي أذكره أيضا - من الخرافات والأساطير - عن الشعراني في كتابه الطائف المنن يقول الشعراني:

ومما من الله تبارك وتعالى به على: صحبتي لجماعة من ملوك الآخرة ممن أطلعهم الله تعالى على أسراره وما يحدث في خلقه لكن منهم من يتستر بإظهار الجهل والذلة ومنهم من يظهر لمن يستحق ذلك، ومنهم من يجري الله تعالى على لسانه ما يريد فعله في خلقه. ومنهم من يعلم ذلك ومنهم من لا يعلمه إلا بعد وقوعه ومنهم من يؤمن بما يقوله ويفعل ومنهم من ينكشف له عن الكون جملة وتفصيلا وما سيكون قبل أن يكون من المحدثات في العالم.

وقد كان الشيخ أبو الحسن بن الصباغ بالإسكندرية يخرج على أصحابه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام