فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 256

وأخبرني الشيخ محمد الطنيخي رحمه الله تعالى قال: كان الشيخ: وحيش رضي الله عنه يقيم عندنا في المحلة في خان بنات الخطا وكان كل من خرج يقول: له قف حتى أشفع فيك عند الله قبل أن تخرج فيشفع فيه، وكان يحبس بعضهم اليوم، واليومين، ولا يمكنه أن يخرج حتى يجاب في شفاعته، وقال يوماً لبنات الخطا اخرجوا فإن الخان رائح يطبق عليكم فما سمع منهن إلا واحدة فخرجت ووقع على الباقي فمتن كلهن، وكان إذ رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة، ويقول له أمسك رأسها لي حتى أفعل فيها فإن أبي شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم، والناس يمرون عليه (1) .

الكرامات في نظر الراسخين في العلم:

وهذه أمثلة نذكرها لإيضاح معنى الكرامة.

1 -كان رجل الخير دائما وكان له جار حسود، إذا رآه يفعل خيرا يقول للناس: إنه لا يفعل رغبة في الثواب من الله وإنما لمصلحة له يريد تحقيقها. وهكذا يقول في كل أعمال رجال الخير. وبعد سنوات أظهر الله للناس الحق، فمقتوا الحسود. فظهور الحق بعد طول زمان هو الكرامة ومقت الحسود هو الإهانة ولم تظهر الكرامة بدون أسباب ولم يظهر المقت بدون أسباب بل ماضي كل منهما أدى إلى النتيجة.

2 -كان رجل يبحث عن مسألة علمية وطال بحثه فيها، لأنه يريد نصرة دين الله بها. وفجأ هداه الله تعالى إلى كتاب فيه هذه المسالة. ولما قرأه وفهمه واحتج بما فيه على نصرة دين الله، فطن إلى أن هدي الله كرامة والله لم يكرمه بها إلا بعد جهاده في البحث والتحري.

3 -كان رجل يعرف من أمر صاحبه: أنه يصيبه نفع من زيد من الناس.

(1) الطبقات الكبرى للشعراني 2/ 129.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام