فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 256

يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء: 221 - 223] والملك من الملائكة إذا نزل على الولي، لا يظهر حسيا متشكلا بأي شكل من الأشكال الحسنة وإنما هو ينزل لتثبيت القلب من غير أن يراه الولي. فإن الملائكة لما نزلت يوم بدر لم تنزل نزولا حسيا، وإنما على قلوب المؤمنين. ودليل ذلك قوله تعالى: {وما جعله الله إلا بشرى لكم} .

واطمئنان القلوب والهداية إلى الأمر الذي يبحث عنه المسلم. وإنما أنكروا.

الكرامات في نظر المتصوفة:

والذين أنكروا كرامات الأولياء من علماء المسلمين لم ينكروا البشرى كرامات الأولياء التي يتحدث عنها أهل التصوف. وأي عاقل لا يستطيع إلا أن ينكر هذا النص الذي أذكره عن السيد البدوي الكائن مقامه وضريحه في طنطا وهي مدينة من مدن مصر.

النص:"اجتمع به ابن دقيق العيد، فقال: انك لا تصلي. ما هذا سنن الصالحين فقال له: اسكت وإلا طيرت دقيقك. ودفعه. فإذا هو بجزيرة متسعة جدا. فضاق ذرعا حتى كاد يهلك فرأي الخضر فقال له: لا بأس عليك. أن مثل البدوي لا يعترض عليه. اذهب إلى هذه القبة وقف ببابها فإنه سيأتيك العصر، ليصلي بالناس فتعلق بأذياله لعل أن يعفو عنك ففعل فإذا هو ببابه".

وأي عاقل لا يستطيع إلا أن ينكر هذا النص الذي أذكره عن الشيخ عبد القادر الجيلي وهو:"مات بعض مريديه فشكت إليه أمه وبكت فرق لها، فطار وراء ملك الموت في المساء، وهو صاعد إلى السماء يحمل في زنبيل ما قبض من الأرواح في ذلك اليوم، فطلب منه أن يعطيه روح مريده، أو أن يردها إليه، فامتنع فجذب الزنبيل منه فأفلت فسقط جميع ما كان فيه من الأرواح فذهبت كل روح إلى جسدها".

وفي كتاب الطبقات الكبرى للشعراني من أمثال هذه النصوص كثير يدل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام