والرابع: أن القمر شديد الاتصال بالسمش. بدليل أن بيته متصل ببيت الشمس وبيت شرفه الشمس في التاسع عشر من الحمل والقمر إذا قارن السمش فإنه لا يصير ممكن الرؤية إلا إذا تباعد عنها بمقدار اثنى عشرة درجة. ولما كانت الدرجات قد تختلف مقادرها بسبب اختلاف المطالع جعلوا درجة شرف القمر في الثالثة من الثور وذلك يدل على مناسبة شديدة بينهما.
والخامس: أنهما متشابهان في عظم الجرم بحسب الحس.
وإذا عرفت هذا الاصل ظهر أن الشارع في هذا العلم، يجب أن يكون عالما بطبائع الكواكب السيارة وبطبائع الكواكب الثابتة، وبكيفية مزج بعضها بالبعض. وأهم المهمات عنده: أن يكون عالما بجميع الأقسام والممكنة في سعودة القمر، وفي نخوسته وأن يكون عالما بجميع سعادات الكواكب ونحوستها حتى إذا أراد الشروع في عمل أمكنه أن يراعي حال قوة الكوكب المناسب لذلك العمل ويراعي خال القمر حتى يكون موصوفا بالصفات اللائقة بذلك العمل.
إذا عرفت هذا فنقول: يجب عليه الاستقصاء في صفات كل واحد من الكواكب في سعادته ونحوسته وذكورته وأنوثته وحرارته وبردته ويحب عليه الاستقصاء في معرفة ما لكل واحد من الكواكب من أقسام المعادن والنبات والحيوان ومن أقسام اعضاء الإنسان والحيوان وكلما كان أكثر إحاطة بهذه الاقسام كان انتفاعه به أكمل وقدرته على هذه الاعمال أصدق.
وأما السيارات فنقول: الشمس والمريخ حاران يابسان لكن الشمس بحرها ويبسها مصلحة والمريخ مفسد وأما المشتري والرأس فهما حاران رطبان لكن المتري في غاية الصلاح والراس ليس كذلك وأما