فهرس الكتاب
الصفحة 230 من 256

فالأول: أن أقرب الكواكب إلى هذا العالم القمر وآثاره تصل إلى هذا العالم إلا بواسطة القمر. فوجب أن يكون البحث عن حال القمر أهم من غيره.

والثاني: أن أحوال هذا العالم سريعة التغير والدوران. وأحال القمر أيضا كذلك.

والثالث: أن بسبب سرعة حركة القمر تمتزج أنوار الكواكب بعضها بالبعض تلك الامتزاجات تختلف حال الآثار الحاصلة في هذا العالم.

والرابع: أن أقوى الفاعلين هي الحرارة وأشد منفعلين استعدادا لقول الأثر هو الرطوبة. ومتى لقي الفاعل القوي في التأثير. المنفعل القوي في القبول: قوي الأثر وكمال الفعل فلهذا السبب كان الموجب لحدوث الكائنات تأثير الحرارة في الرطوبة. وينبوع الحرارة هو الشمس وينبوع الرطوبة هو القمر. فكأن الشمس كالأب والقمر كالأم. وعند اجتماعهما تحدث المواليد. وأما سائر الكواكب فهي كالأعوان. فلهذا السبب وجب الاعتناء بمعرفة أحوال النيرين.

ثم نؤكد ما ذكرناه بوجوه أخرى:

الأول: أن سلطان النهار الشمس وسلطان الليل القمر والزمان ينقسم إلى هذين القسمين الليل والنهار.

والثاني: انهم اجمعوا على أن لطالع الاستقبال والاجتماع أثرا عظيما في أحوالهذا العالم ولم يعتبروا أحوال الاجتماع والاستقبال في سائر الكواكب مثل ما اعتبروا في النيرين.

والثالث: أن الأطباء أطبقوا على توزيع البحرنات على أحوال حركة القمر. وعلى توزيع احوال المد والجزر في البحار على أحوال حركة القمر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام