فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 256

الفصل الخامس في بيان أن أثبات النبوة بهذا الطريق أقوى وأكمل من إثباتها بالمعجزات

اعلم أن التمسك بطريق المعجزات من باب برهان الآن وهو الاستدلال بالأثر على المؤثر على سبيل الاجمال فإنا بظهور المعجز عليه السلام كونه مشرفا عند الله على سبيل الاجمال من غير أن نعرف كيفية ذلك الشرف وأما هذا الطريق الثاني فهو منم باب برهان العلم وذلك لأنا بينا أن الأمراض الروحانية غالبة على أكثر النفوس فلا بد الصحة بقدر الإمكان فهذا يدل على كونه طبيبا حاذقا في هذا الباب. وحينئذ يظهر أن هذا الإنسان لا حاجة به في معرفته إلى أن يكون عالما بدقائق المنطق والهندسة والحساب. بل كونه عالما بها مشتغلا باستنباط دقائقها مما يضره في كونه مستغرقا في معرفة الله تعالى. وعند هذا تزول جملة الشبهات المذكورة في باب نفي النبوات.

فإنه دلت المشاهدة على أن محمدا - عليه السلام - كان طبيبا حاذقا في علاج هذه الأمراض كما بيناه بل كان روحه قدرت على قلب طبائع أهل الدنيا فنقلهم من الباطل إلى الحق ومن الكذب إلى الصدق ومن الأديان الفاسدة إلى العقائد الصحيحة بقدر الإمكان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام