الثاني: {ا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] ثم منع الناس من أن يخوضوا في تقرير هذا التعارض وفي أزلته بل الواجب على العوام: الغيمان المطلق بتعظيم الله تعالى في القدرة وفي الحكمة. وفي الحقيقة فالذي قاله هو الصواب. فإن الدعوة العامة لا تنظم إلا بهذا الطريق.
وأما القسم الثاني من المباحث المتعلقة بالأديان ما يتعلق باليوم الحاضر. وذلك هو أن يكون مشتغل الزمان بخدمة المعبود وتلك الخدمة أما أن تعبير في القلب وهو بالمعارف والعلوم وأما بالبدن وهو الإتيان بالطاعات البدنية. وأما بالمال وهو الزكوات والصدقات. ولما كان جمهور الخلق محتاجين إلى مرشدين يرشدونهم إلى هذه المعارف وهم الأنبياء لا جرم وجب على الأنبياء أن يوجبوا عليهم الإيمان بالأنبياء والرسل.
والقسم الثالث من المباحث المتعلقة بالأديان: ما يتعلق باليوم المستقبل وهو معرفة الآخرة وأحوال ما بعد الموت.
فهذه الأقسام الثلاثة: أهم المهمات للأنبياء والرسل في أن يشتغلوا بتعريف أحوالها وتفصيل آثارها.
واعلم أن المهمات على قسمين:
أحدهما: إزالة ما لا ينبغي.
والثاني: تحصيل ما ينبغي.
والأول متقدم على الثاني لأن اللوح إذا حصل فيه نقوش فاسدة: فالجواب أزالتها أولا حتى يمكن تحصيل النقوش الصحيحة فيه ثانيا:
فثبت أن إزالة ما لا ينبغي متقدمة على تحصيل ما ينبغي.