والمجاز لأنا نقول: هذا باطل من وجهين:
الأول: إن للتعبير عن المعاني الصحيحة بالعبارات المشتملة على المجازات والاستعارات: حدا معينا وضابطا معلوما. فأما هذه الآيات الكثيرة، والأخبار الكثيرة فهي الفاظ صريحة في الدلالة على المعاني الموجبة للتشبيه حتى أنا لو أردنا نعبر عن تلك المعاني بألفاظ أقوى منها وآكد دلالة على التشبيه منها لم نجد البتة. وذلك يدل على أنه ما أريد بذكر تلك الالفاظ إلا تقوية القول بالتجسيم.
والثاني: هب أن الأمر كما ذكرتم ولكنهم لو كانوا معتقدين للتنزيه والتوحيد لكان من الواجب عليهم، أن يذكروا الألفاظ الدالة على التنزيه: للباطل لكنا لم نجد البتة في الكتاب ولا في الأخبار مثل هذه البيانات. فظهر أن القول كانوا مصرين على القول بالتجسيم.
وأما دين اليهود: فالتشبيه المذكور في التوراة بالنسبة إلى المذكور في القرآن كالحبر بالنسبة إلى القطرة وكالجبل بالنسبة إلى المدرة.
وأما دين النصارى: فمدار الأمر فيه على الحلول والاتحاد والآب والابن الروح القدس وهذا أرك أقوال مذاهب القائلين بالتجسيم والتشبيه.
وأما المجوس: فقولهم بوجود الإلهين وقولهم بوقوع المحاربة بينهما واستعانة الإله الخير بنجد الملائكة واستعانة الإله الشرير بجند من الشياطين: مما ينفر العقل عنه وتنبو الطبائع عن سماع مثله