فهرس الكتاب
الصفحة 153 من 256

غفل عن الإقرار بالنبوة والرسالة أو كان متوققا فيه كان كافرا من أهل العذاب الدائم والعذاب المخلد. ولما ثبت أن حكم العقل في الإنسان المذكور أن يكون من السعداء الابرار وثبت أن حكم الشرع فيه أن يكون من الاشقياء الكفر ثبت أن حكم الشرع مخالف لحكم العقل، ولما كان التقدير في هذا القسم أن يكون حكم العقل في التحسين والتقبيح معتبرا وجب أن يكون ضده: مردودا باطلا.

وأما القسم الثاني: وهو أن يكون التقدير هو أن يكون حكم العقل في التحسين والتقبيح مردودا باطلا فنقول: فهذا يبطل القول بالنبوة والريالة لأن على هذا التقدير لا يصح من الله تعالى إظهار المعجز على يد الكاذب ولا يقبح منه أيضا: أن يكذب في وعده ووعيده وعلى هذا التقدير فإنه يبطل القوة بالنبوة والرسالة.

الشبهة الثالثة: قالوا أنا وجدنا هذه الشرائع مشتملة على أمور بادلة فكان القول بها باطلا.

بيان الأول من وجوه:

الأول: أن القول بالتشبيه غالب على الشرائع وذلك يوجب الجهل بالله - تعالى - والجاهل بالله - تعالى - لا يمكن أن يكون رسولا حقا من عند الله - تعالى - وإنما قلنا: إن القول بالتشبيه غالب على الشرائع. لأنا نبين حصول هذا المعنى في هذه الأديان الأربعة الظاهرة: أما دين الإسلام: فالقول بالتشبيه ظاهر في القرآن. وأما الأحاديث فإنها مملوءة من ذلك ولذلك فإن أكثر من شرع في رواية الأخبار: جرم بالتشبيه.

وليس لقائل أن يقول: أنه إنما ذكر هذه الألفاظ على سبيل الاستعارة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام