وأجابوا عن نقل اليهود والنصارى عن قتل عيسى - عليه السلام - وصلبه: بأن الله تعالى ألقى صورة عيسى عليه السلام على إنسان آخر فلهذا السبب حصلت هذه الشبهة.
وأجابوا عن ادعاء المجوس والمانوية ظهور المعجزات على زردشت وماني بأن قالوا: النبوة متفرعة على معرفة الإله وزردشت وماني أثبتا للعالم إلهين. وهذا من أعظم أنواع الكفر والكافر يمتنع ظهور المعجزات على يده.
ثم أجاب القائل عن هذه الأجوبة: فقال: أما قولكم أنه قل عدد اليهود في مان بخت نصر فنقول لما جاز هذا فلم لا يجوز مثله في جميع أنواع التواتر؟ فإن قالوا: لو وقع ذلك لاشتهر لأن الوقائع العظيمة يجب اشتهارها بدليل أنه لما حصلت هذه الواقعة في دين اليهود اشتهرت فيما بين الخلق قلنا: لا نزاع في أنهذه الوقائع العظيمة قد تشتهر فأما دعوى أنه يجب اشتهارها فهذا غير واجب.
والدليل عليه وجوه: الأول: أن معجزات محمد عليه الصلاة والسلام مثل: انفجار الماء من بين أصابعه وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل وانقلاع الشجرة من أصلها وانشقاق القمر، وكلام الذئب: وقائع عظيمة متعالية جدا ولم يحدث هناك مانع يمنع من نقلها مع أنه لم يرو هذه الوقائع إلا الواحد والاثنان: فثبت أن قولكم أن الوقائع العظيمة يجب نقلها ضعيف.