فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 256

الأنبياء قاطعون بأن أحدا من الأنبياء لم يقدر على الإتيان بخلق السموات والأرضين على سبيل المعجزة فثبتك أن الاتفاق حاصل على جميع التقديرات بأن القدرة على الإتيان بالمعجزات لا توجب القدرة على خلق السموات والارضين وغ وإذا كان هذا الفرق واجبا فلم لا يجوز مثله في الدواء؟ وهو أن يقال لا يمتنع وجود دواء يفيد القدرة على المعجزات ويمتنع وجود دواء يفيد القدرة على خلق السموات والأرض.

وتمام الكلام أن يحصل في كل مقام: طرفان متباينان وأوساط متشابهة فحصول دواء يوجب قلع الافلاك وانتثار الكواكب مفقود وحصول دواء يوجب زيادة في قوة النفس والبدن موجود.

وأما الجواب عن الثاني: وهو قوله أكثر هذه الخواص أكاذيب فنقول: كما لا يمكننا الجزم بصحة كل ما ذكرتموه كذلك لا يمكننا الجزم بفساده. بل الجواب الإقرار بقيام الاحتمال.

وقد صنف أبو بكر أحمد بن وحشية كتابا في التعفينات وذكر فيه أشياء متولدة بطرق التعفينات ويدعي حدوث آثار عجيبة منها ولم يلد دليل ولا شبهة على كونها باطلة فوجب التوقف فيها.

والجواب عن الثالث: أنه لعله اختص هو بمعرفة ذلك الدواء، وهذا غير ممتنع في العقول أو لعله وإن عرفه غيره إلا أن ذلك الغير حصل له ما يمنعه من استعمال ذلك الدواء أو من إظهاره.

والجواب عن الرابع: وهو قوله اختصاصه بمعرفة ذلك الدواء يوجب أن يكون معجزا فنقول هذا باطل لأن حصول إنسان في كل عصر

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام