في هذا الباب وحكوا تأثيرات عجيبة غريبة وهب أنا لا نعرف صدقهم فيها فيما قالوه لكنا لا نعرف أيضا كذبهم فيما قالوا بل يجب علينا أن نتوقف في التصديق والتكذيب (أن نجوز الاحتمال) في الكل وإذا ثبت هذا الاحتمال فلم لا يجوز أن يقال: أن مدعي الرسالة وجد دواء من استعمله في نفسه أو في غيره أفاده. الفائدة المخصوصة؟ مع قيام هذا الاحتمال فسدت دلالة المعجز على صدق الرسول.
فإن قالوا: هذا مدفوع من وجوه:
الأول: أنا لو جوزنا حصول دواء يصير مستعمله قادرا على قلب العصا ثعبانا وعلى فلق البحر وعلى إظلال السحاب فجوزا وجود دواء منن استعمله قدر به على تخليق السموات والأرضين. ومعلوم أن من يجوز ذلك فقد خرج عن العقل.
والثاني: إن أكثر هذه الخواص المذكورة في الكتب لما جربت وجدت باطلة. وهذا يدل على أنها كاذبة وليس لشيء منها حقيقة.
والثالث: أنه لو حصل هذا الدواء لعرفة غيره ولو عرفة غيره لقدر على أن يأتي بمثل ما أتى به الرسول عليه السلام ولحصلت المعارضة ولما لم تحصل علمنا أنه من عند الله.
الرابع: أن الاطلاع على هذا الدواء إن كان حاصلا لغيره وجب أن يقدر الغير على معارضته وأن لم يكن حاصلا لغيره كان اختصاصه بمعرفة خاصية ذلك الدواء شيئا على خلاف العادة فيكون معجزة ويكون صاحبها صادق اللهجة.
قلنا: أما الجواب عن الأول: فان نقول: المقرون بمعجزات