فهرس الكتاب
الصفحة 104 من 256

المثال الأول: لو أن إنسانا حوز أن تنقلب مياه البحار والأدوية دما غبيطا وأن تنقلب الجبال ذهبا إبرازا لقضى كل عاقل بالجنون عليه.

المثال الثاني: لو أن إنسانا جوز أن ينقلب الحمار الذي في بيته إنسانا حكيما محيطا بدقائق المنطق والهندسة مدرسا فيها وأن ينقلب ما في الدار من الخنافس والديدان: إناسا حكماء فضلاء وجوز أنه إذا رجع إلى بيته وجد حماره قائما مقام بطليموس في تدريس كتاب المجسطي ووجد الخنافس والديدان علماء فضلاء يبحثون مع ذلك الحمار في دقائق الهندسة والمنطق والإلهيات لقضى كل عاقل بأعظم أنواع الجنون.

المثال الثالث: لو أن إنسانا شاهد مفازة خالية عن جميع أواع العمارات ثم جوز أن يحصل فيها قصور عالية وأبنية رفيعة وأنهارا جارية من غير أن يتكفل بتلك العمارات أحد من البشر ومن غير اخصار الخشب واللبن والمسامير لقضي كل عاقل عليه بالجنون فثبت ان بدائة العقول قاضية بوجوب استمرار هذه الأحوال على مناهجها الأصلية ومجاريها المألوفة المعتادة وثبت أن تجويز انقلابها عن مجاريها بقدح في العلوم البديهية فوجب أن يكون القول به باطلا.

الوجه الثاني: في بيان أن ذلك محال: أن نقول: اختصاص كل جسم بصيغته المعينة. أما أن يكون لأجل أن اختصاص بتلك الصفة واجب أو أن لم يكن واجبا لكنه أولى من غيره أو لم يحصل هذا الوجوب ولا هذه الأولوية فإن حصب مع الوجوب كان محالا. وإن حصل مع الأولوية فتلك الأولوية إن كانت لنفس الذات، امتنع زوالها، وإن كان حصولها لصفة أخرى كان الكلام في الثاني كما في الأول فيلزم أن يكون حصول أولوية كل صفة لأجل تقدم صفة أخرى لا إلى أول.

وذلك يوجب القول بقدم العالم وهذا يبطل القول بالنبوة وأما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام