فهرس الكتاب
الصفحة 1883 من 2064

وأما الميزان فأنكره المعتزلة عن آخرهم لأن الأعمال أعراض

وإن أمكن إعادتها فلا يمكن وزنها إذ لا توصف بالخفة والثقل

وأيضا فالوزن للعلم بمقدارها وهي معلومة لله تعالى فلا فائدة فيه فيكون قبيحا تنزه عنه الرب تعالى

والجواب أنه ورد في الحديث أن كتب الأعمال هي التي توزن وحديث الغرض من الوزن والقبح العقلي قد مر مرارا

الشرح

المقصد الثاني عشر في أن جميع ما جاء به الشرع من الصراط والميزان والحساب وقراءة الكتب والحوض المورود وشهادة الأعضاء كلها حق بلا تأويل عند أكثر الأمة

والعمدة في إثباتها إمكانها في نفسها

إذ لا يلزم من فرض وقوعها محال لذاته مع إخبار الصادق عنها

وأجمع عليه المسلمون قبل ظهور المخالف

ونطق به الكتاب نحو قوله تعالى فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون

وقوله والوزن يومئذ الحق وقوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فقد ثبت بما ذكر الصراط والميزان بل ثبت أيضا السؤال الذي هو قريب من الحساب

وقوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا مع الإجماع على تسمية يوم القيامة يوم الحساب

فهذا الإجماع يؤيد الآية الدالة على ثبوت الحساب

وقوله تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه وقوله اقرأ كتابك فقد ثبت بها قراءة الكتب

وقوله يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فتحققت به شهادة الأعضاء

وقوله إنا أعطيناك الكوثر

فإنه يدل على الحوض

مع قوله عليه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام