فهرس الكتاب
الصفحة 1877 من 2064

الجواب أن ذلك وصف لأهل الجنة

والضمير في فيها للجنة

أي لا يذوق أهل الجنة في الجنة الموت فلا ينقطع نعيمهم

وإلا الموتة الأولى للجنس لا للوحدة نحو إن الإنسان لفي خسر

وليس فيها نفي تعدد الموت

فهذا معارضة ما احتججنا به من الآيتين

قالوا إنما يمكن العمل بالظواهر إذا لم تكن مخالفة للمعقول

ودليل مخالفتها للمعقول أنا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه

ولا نشاهد فيه إحياء ولا مسألة

والقول بهما مع عدم المشاهدة سفسطة

وأبلغ منه من أكلته السباع والطيور وتفرقت أجزاؤه في بطونها وحواصلها وأبلغ منه من أحرق وذري أجزاؤه في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا وقبولا ودبورا

فإنا نعلم عدم إحيائه ومسألته وعذابه ضرورة

وقد تحير الأصحاب في التقصي عن هذا

فقالوا في صورة المصلوب لا يعد في الإحياء

والمسألة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكتة وكما في رؤية النبي جبريل عليهما السلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عنهم

وأما الصورة الأخرى فإن ذلك مبني على اشتراط البنية

وهو ممنوع عندنا

فلا بعد في أن تعاد الحياة إلى الأجزاء أو بعضها

وإن كان خلاف العادة

فإن خوارق العادة غير ممتنعة في مقدور الله تعالى

الشرح

المقصد الحادي عشر إحياء الموتى في قبورهم

ومسألة منكر ونكير لهم

وعذاب القبر للكافر والفاسق كلها حق عندنا

واتفق عليه سلف الأمة قبل ظهور الخلاف

واتفق عليه الأكثر بعده أي بعد الخلاف وظهوره وأنكره مطلقا ضرار بن عمرو وبشر المريسي وأكثر المتأخرين من المعتزلة وأنكر الجبائي وابنه والبلخي تسمية الملكين منكرا ونكيرا

وقالوا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام