فهرس الكتاب
الصفحة 1805 من 2064

أوزارها

فجاز أن يكون ههنا مستعملا للثقل الذي كان عليه من الغم الشديد لإصرار قومه على إنكاره والشرك بالله ولعدم استطاعته على تنفيذ أمر الدين

فلما أعلى الله شأنه وشد أزره فقد وضع عنه وزره وثقله

ويقوي هذا التأويل قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك

وقوله فإن مع العسر يسرا

السابع قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقوله واستغفر لذنبك

وقوله لقد تاب الله على النبي إذ لا وجود للتوبة إلا مع الذنب

والجواب إنه قبل النبوة وحمله على ما تقدم النبوة وما تأخر عنها لا دلالة للفظ عليه إذ يجوز أن يصدر عنه قبل النبوة صغيرتان إحداهما متقدمة على الأخرى

أو أنه ترك الأولى وتسميته بالذنب استعظام لصدوره عنه أو نقول نسب إليه ذنب قومه فإن رئيس القوم قد ينسب إليه ما فعله بعض أتباعه

فالمعنى ليغفر لأجلك ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر منه واستغفر لذنب أمتك وتاب الله على أمة النبي

وأما ما يقال إن المصدر مضاف إلى المفعول فالمعنى ذنب قومك إليك أي ما ارتكبوه من الذنوب بالنسبة إليك كأنواع إيذائهم إياك فلا يخفى ضعفه

فإن ذلك إنما يتأتى في المصادر المتعدية والذنب ليس منها

والاكتفاء بأدنى تعلق في إضافة الذنب إليه مما لا يقبله ذوق سليم

الثامن قوله تعالى عبس وتولى أن جاءه الأعمى

الجواب إنه ترك الأولى مما يليق بخلقه العظيم ومثله يعاتب على مثله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام