فهرس الكتاب
الصفحة 1571 من 2064

وأما غيره فيستدل عليه بوجوه كثيرة مرجعها إلى أمر واحد وهو أنه لولا استقلال العبد بالفعل لبطل التكليف والتأديب وارتفع المدح والذم والثواب والعقاب ولم يبق للبعثة فائدة

والجواب إن المدح والذم باعتبار المحلية لا باعتبار الفاعلية كما يمدح الشيء ويذم بحسنه وقبحه وسلامته وعاهته

وأما الثواب والعقاب فكسائر العاديات

وكما لا يصح عندنا أن يقال لم خلق الله الاحتراق عقيب مسيس النار ولم لم يحصل ابتداء فكذا ههنا

وأما التكليف والتأديب والبعثة والدعوة فإنها قد تكون دواعي إلى الفعل فيخلق الله الفعل عقيبها عادة

وباعتبار ذلك يصير الفعل طاعة ومعصية

وعلامة للثواب والعقاب

ثم إن هذا إن لزم فهو لازم لهم أيضا لوجوه

الأول إن ما علم الله عدمه فهو ممتنع الصدور عن العبد

وما علم الله وجوده فهو واجب الصدور عن العبد ولا مخرج عنهما

وأنه يبطل الاختيار

الثاني ما أراد الله وجوده وقع قطعا

وما أراد عدمه لم يقع قطعا

الثالث الفعل عند استواء الداعي إلى الفعل والترك يمتنع

وعند رجحان أحدهما يجب الراجح ويمتنع الآخر

الرابع إيمان أبي لهب مأمور به وهو ممتنع لأنه تعالى أخبرنا بأنه لا يؤمن

والإيمان تصديق الرسول فيما علم مجيئه به فيكون مأمورا بأن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام