فهرس الكتاب
الصفحة 1500 من 2064

الحادث بذاته تعالى فيلزم أن يمتنع عليه الصدق المقابل لذلك الكذب

وإلا جاز زوال ذلك الكذب

وهو محال فإن ما ثبت قدمه امتنع عدمه واللازم وهو امتناع الصدق عليه

واللازم باطل

فإنا نعلم بالضرورة أن من علم شيئا أمكن له أن يخبر عنه على ما هو عليه

وهذا الوجه الثاني أيضا إنما يدل على كون الكلام النفسي صدقا لأنه القديم

وأما هذه العبارات الدالة على الكلام النفسي فلا دلالة على صدقها لأنها حادثة فيجوز زوالها بحدوث الصدق الذي يقابلها مع أن الأهم عندنا هو بيان صدقها

الثالث وعليه الاعتماد لصحته ودلالته على الصدق في الكلام النفسي واللفظي معا خبر النبي صادقا في كلامه كله وذلك أي خبره مما يعلم بالضرورة من الدين فلا حاجة إلى بيان إسناده وصحته

ولا إلى تعيين ذلك الخبر

بل نقول تواتر عن الأنبياء عليهم السلام كونه تعالى صادقا كما تواتر عنهم كونه تعالى متكلما

فإن قيل صدق النبي إنما يعلم بتصديقه تعالى إياه

وإنما يدل تصديقه إياه على الصدق أي صدق النبي إذا امتنع عليه تعالى الكذب ووجب أن يكون كلامه صدقا

فصدق النبي إنما يعرف بصدق الله تعالى فيلزم الدور إذا ثبت صدقه تعالى بصدق النبي كما فعلتم

قلنا التصديق بالمعجزة كما مر فهو تصديق فعلي لا قولي

ودلالتها على التصديق دلالة عادية لا يتطرق إليها شبهة كما ستقف عليه

واعلم أن للمصنف مقالة مفردة في تحقيق كلام الله تعالى على وفق ما أشار إليه في خطبة الكتاب ومحصولها أن لفظ المعنى يطلق تارة على مدلول اللفظ وأخرى على الأمر القائم بالغير

فالشيخ الأشعري لما قال الكلام هو المعنى النفسي فهم الأصحاب منه أن مراده مدلول اللفظ وحده

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام