فهرس الكتاب
الصفحة 1421 من 2064

لكنه غير ما لزم فلا يفيد إبطاله

ثم بعد يقال لهم الخير إن قدر على دفع شر الشرير ولم يفعله فهو شرير

وإن لم يقدر عليه فهو عاجز

فتعارض خطابتهم بخطابة أحسن من ذلك مآلا وأكثر إقناعا

الشرح

المرصد الثالث في توحيده تعالى

أفرده عن سائر التنزيهات اهتماما بشأنه وهو مقصد واحد

وهو أنه يمتنع وجود إلهين

أما الحكماء فقالوا يمتنع وجود موجودين كل واحد منهما واجب لذاته وذلك لوجهين

الأول لو وجد واجبان

وقد تقدم أن الوجوب نفس الماهية لتمايزا بتعين لامتناع الإثنينية مع التشارك في تمام الماهية بدون الامتياز بالتعين الداخل في هوية كل من ذينك المتشاركين فيلزم تركبهما أي تركب هوية كل منهما من الماهية المشتركة والتعين المميز

وأنه محال إذ يلزم أن لا يكون شيء منهما واجبا والمقدر خلافه

وهو أي هذا الوجه مبني على أن الوجوب وجودي إذ حينئذ يكون نفس الماهية

فإن صح لهم ذلك تم الدست وهو فارسي معرب بمعنى اليد

يطلق على التمكن في المناصب والصدارة

أي تم استدلالهم على هذا المطلب الجليل وحصل لهم مقصودهم الذي راموه

ولم يمكن منع كون الوجوب على تقدير ثبوته نفس الماهية

ولا منع كون التعين أمرا ثبوتيا كيلا يلزم التركيب حينئذ

وإنما لم يمكن منعهما إذ قد فرغنا عنهما أي عن هاتين المقدمتين وإثباتهما فيما تقدم

الثاني من الوجهين الوجوب الذي هو نفس ماهية الواجب هو المقتضي للتعين الذي ينضم إليه فيمتنع التعدد حينئذ في الواجب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام