فهرس الكتاب
الصفحة 1418 من 2064

للذة فقد لا تكون ذاته قابلة للذة

ووجود السبب لا يكفي دون وجود القابل

وإن سلم فلم قلت إن إدراكنا مماثل لإدراكه بالحقيقة

الشرح

المقصد السابع اتفق العقلاء على أنه تعالى لا يتصف بشيء من الأعراض المحسوسة بالحس الظاهر أو الباطن كالطعم واللون والرائحة والألم مطلقا

وكذا اللذة الحسية وسائر الكيفيات النفسانية من الحقد والحزن والخوف ونظائرها

فإنها كلها تابعة للمزاج المستلزم للتركيب المنافي للوجوب الذاتي

وأما اللذة العقلية فنفاها المليون وأثبتها الفلاسفة

قالوا اللذة إدراك الملائم

فمن أدرك كمالا في ذاته التذ به

وذلك ضروري يشهد به الوجدان ثم إن كماله تعالى أجل الكمالات وإدراكه أقوى الإدراكات فوجب أن تكون لذاته أقوى اللذات

ولذلك قالوا أجل مبتهج هو المبدأ الأول بذاته تعالى

والجواب لا نسلم أن اللذة نفس الإدراك كما مر

وإذا كان سببا للذة فقد لا تكون ذاته قابلة للذة

ووجود السبب لا يكفي لوجود المسبب دون وجود القابل

وإن سلم قبول ذاته لها فلم قلت إن إدراكنا مماثل لإدراكه في الحقيقة حتى يكون هو أيضا سببا للذة كإدراكنا

ولو قدم هذا السؤال الثالث على الثاني لكان له وجه وجيه كما لا يخفى على ذي فطرة سليمة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام