ج61- أما الرافضةُ فهم المعروفونَ بالبدعةِ عند الخاصةِ و العامةِ، حتى أنَّ أكثرَ العامَّةِ لا تعرفُ في مقابلةِ الشيءِ إلا الرافضيِّ لظهورِ مناقضتِهم لما جاءَ به الرسولُ عليه الصلاة و السلامُ عندَ الخاصةِ و العامةِ، فهم عينٌ على ما جاءَ بهِ حتى الطوائفَ الذينِ ليس لهمْ منَ الخبرةِ بدينِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ما لغيرِهم إذا قالتْ لهمُ الرافضةُ نحنُ مسلمونَ يقولونَ: أنتم جِنسٌ آخرُ ، و لهذا فالرافضةُ يوالونَ أعداءَ الدِّينِ الذينَ يعرفُ كلُّ أحدٍ معاداتِهم منِ اليهودِ و النصارَى و المشركينَ مشركِي التركِ ،و يعادونَ أولياءَ اللهِ الذينَ همْ خيارُ أهلِ الدِّينِ و ساداتِ المتقينَ، و همُ الذينَ أقاموهُ و بلَّغوهُ و نصروهُ، و لهذا كانَ الرافضةُ منْ أعظمِ الأسبابِ في دخولِ التُّركِ الكفارِ إلى بلادِ الإسلام ِ، و أمَّا قصةُ الوزيرِ ابنِ العلقميِّ و غيرهِ كالنَّصيرِ الطوسيِّ مع الكفارِ و ممالأتهِم على المسلمينَ، فقدْ عرفَها الخاصةُ والعامةُ، و كذلك منْ كانَ منهم بالشامِ ظاهروا المشركينَ على المسلمينَ، و عاونوهم معاونةً عرفهِا الناسُ، و كذلك لمَّا انكسرَ عسكرُ المسلمينَ لمَّا قدمَ غازانُ ظاهروا الكفارَ النصارَى و غيرَهم منْ أعداءِ المسلمينَ، و باعوهُم أولادَ المسلمينَ بيعَ العبيدِ ،و أموالَهم ، و حاربوا المسلمينَ محاربةً ظاهرةً، و حَملَ بعضُهم رايةَ الصليبِ ، و هم كانوا منْ أعظمِ الأسبابِ في استيلاءِ النصارَى قديماً على بيتِ المقدسِ حتى استنقذَهُ المسلمونَ منهُم، و قد دخلَ فيهِم أعظمُ الناسِ نفاقاً منَ النُّصَيريَّةِ و الإسماعيليةِ و نحوهِم ممنْ هو أعظمُ كفراً في الباطنِ و معاداةً للهِ و رسولهِ صلى الله عليه وسلم منَ اليهودِ و النصارَى فهذهِ الأمورُ و أمثالُها مما هيَ ظاهرةٌ مشهورةٌ يعرفُها الخاصَّةُ و العامةُ توجبُ ظهورَ مباينتِهم للمسلمينَ، و مفارقتهِم للدينِ ، و دخولهِم في زمرةِ الكفارِ و المنافقينَ حتى يعدُّهم منْ رأى أحوالَهُم جنساً آخرَ غيرَ جنسِ المسلمينَ، فإنَّ المسلمينَ الذينَ يقيمونَ دينَ الإسلامِ في الشرقِ و الغربِ قديماً و حديثاً هم الجمهورُ، و الرافضةُ ليسَ لهمْ سعيٌ إلا في هدمِ الإسلامِ و نقضِ عراهُ و إفسادِ قواعدِه ، و القدرِ الذي عندَهم منِ الإسلامِ إنما قامَ بسببِ قيامِ الجمهورِ به ، و لهذا قراءةُ القرآنِ فيهِم قليلةٌ ، و من يحفظُه حفظاً جيداً فإنَّما تعلمَهُ من أهلِ السنَّةِ، و كذلك الحديثُ إنما يعرفُه و يصْدُقُ فيهِ و يؤخذُ عن أهلِ السنةِ، و كذلك الفقهُ و العبادةُ و الزهدُ ، و الجهادُ و القتالُ إنما هو لعساكرِ أهلِ السنةِ ،و هم الذينَ حفظَ اللهُ بهِم الدينَ علماً و عملاً بعلمائهِم و عبَّادهِم و مقاتليهِم ، و الرافضةُ منْ أجهلِ الناسِ بدينِ الإسلامِ ، و ليس للإنسانِ منهُم شيءٌ يختصُّ بهِ إلا ما يُسِرُّ عدوَّ الإسلامِ، و يسوءُ وليَّهُ، فأيامُهم في الإسلامِ كلِّها سودٌ، وأعرفُ الناسِ بعيوبهِم و ممادحِهم أهلُ السنَّةِ ،لا تزالُ تطَّلعُ منهم على أمورٍ غيرِها عرفَتْها كما قالِ تعالى في اليهودِ: وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ [المائدة/13] ، و لو ذكرتُ بعضَ ما عرفتُهُ منهُم بالمباشرةِ و نقلِ الثقاتِ ، و ما رأيتُه في كتبهِم لاحتاجَ ذلكَ إلى كتابٍ كبيرٍ، و همُ الغايةُ في الجهلِ و قلَّةِ العقلِ ، يبغضونَ مِنَ الأمورِ ما لا فائدةَ لهُم في بغضِه ، ويفعلونَ منَ الأمورِ ما لا منفعةَ لهم فيهِ إذا قدِّرَ أنهُم على حقٍّ مثلُ نتفِ النعجةِ، حتى كأنَّ لهمْ عليها ثأراً، كأنهُم ينتفونَ عائشةَ رضي الله عنها، و شقُّ جوفِ الكبشِ كأنهُم يشقُّونَ جوفَ عمرَ رضي الله عنه ، فهل فعلَ هذا أحدٌ منْ طوائفِ المسلمينَ بعدوِّهِ غيرَهم؟؟!!
و لو كان مثلُ هذا مشروعاً لكان بأبي جهلٍ و أمثالِه أولَى.