، الذين بنوا القاهرة المعزية سنة بضع وخمسين وثلاثمائة ، وفي تلك الأوقات صنفت هذه الرسائل بسبب ظهور هذا المذهب، الذي ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض ، فأظهروا اتباع الشريعة وأن لها باطنا مخالفا لظاهرها ، وباطنُ أمرهم مذهبُ الفلاسفة ، وعلى هذا الأمر وضعت هذه الرسائل وضعها طائفة من المتفلسفة معروفون ، وقد ذكروا في أثنائها ما استولى عليه النصارى من أرض الشام وكان أول ذلك بعد
ثلاثمائة سنة من الهجرة النبوية في أوائل المائة الرابعة .
ج28- من المصائب التي ابتليَ بها ولد الحسين رضي الله عنه انتسابُ الرافضة إليهم وتعظيمهم ومدحهم لهم ، فإنهم يمدحونهم بما ليس بمدح ويدعون لهم دعاوى لا حجة لها ، ويذكرون من الكلام ما لو لم يعرف فضلهم من غير كلام الرافضة لكان ما تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه بالمدح
ج29- الرافضةُ غالبُ حججهم أشعارٌ تليقُ بجهلهم وظلمهم ، وحكاياتٌ مكذوبةٌ تليقُ بجهلهم وكذبهم ، وما يُثبت أصولَ الدين بمثل هذه الأشعار ، إلاّ من ليس معدوداً من أولي الأبصار . ص 66 جـ (4)
ج30- نعم:
إذا ما شئت أن ترضى لنفسك مذهباً تنال به الزلفى وتنجوا من النارِ
فدن بكتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله من نقل أخيار
ودع عنك دين الرفض والبدع التي يقودك داعيها إلى النار والعار
وسر خلف أصحاب الرسول فإنهم نجوم هدى في ضوئها يهتدي السار
وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس على الكفر تأسيساً على جُرُفٍ هار
هما خطتا: إما هدىً وسعادة وإما شقاءً مع ضلالة كفار
فأي فريقينا أحق بأمنه وأهدى سبيلاً عندما يحكم البار
أمن سبّ أصحاب الرسول وخالف ال كتاب ولم يعبأ بثابت أخبار
أم المقتدي بالوحي يسلك منهج ال صحابة مع حب القرابة الأطهار
ص 128 جـ (4) .