ومن أخبر الناس بهم الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة وقد ثبت عن الشعبي أنه قال ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ، والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي لأعطوني ووالله ما أكذب عليه أبدا . (1)
ج4- من زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما ، رفضه قوم فقال لهم رفضتموني فسموا رافضة لرفضهم إياه وسمى من لم يرفضه من الشيعة زيديا لانتسابهم إليه . ص 35 جـ (1) . (2)
ج5- ( إنهم) يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المشهود لهم بالجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم ، يبغضون هؤلاء إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار من السابقين الأولين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وكانوا ألفا وأربعمائة وقد أخبر الله أنه قد رضي عنهم (3)
(1) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي رقم (1950و2332) وفي الرواية الثانية: قال الشعبي: يا مالك ، لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا أو أن يملؤوا بيتي ذهبا على أن أكذب لهم على علي لفعلوا ، ولكن والله لا كذبت عليه أبدا ، يا مالك ، إنني قد درست الأهواء كلها ، فلم أر قوما هم أحمق من الخشبية ، لو كانوا من الدواب لكانوا حمرا ، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما ، وقال: أحذرك الأهواء المضلة ، وشرها الرافضة ، وذلك أن منهم يهود يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم كما يغمص بولس بن شاؤل ، ملك ، ليغلبوا ، لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ، ولكن مقتا لأهل الإسلام وطعنا عليهم ، فأحرقهم علي بن أبي طالب بالنار ، ونفاهم من البلدان ، منهم عبد الله بن سبإ ، نفاه إلى ساباط ، وعبد الله بن شباب نفاه إلى جازت ، وأبو الكروش وابنه ، وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود ، قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود ، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمارة إلا في آل علي ، وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل حتى يخرج المسيح الدجال ، أو ينزل عيسى من السماء ، وقالت الرافضة: لا جهاد حتى يخرج المهدي ، ثم ينادي مناد من السماء ، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم ، وكذلك الرافضة ، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم » ، واليهود يولون عن القبلة شيئا ، وكذلك الرافضة ، واليهود تسدل أثوابها ، وكذلك الرافضة ، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد سدل (1) ثوبه فقمصه عليه ، واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن ، واليهود يستحلون دم كل مسلم ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يرون الطلاق ثلاثا شيئا ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يرون على النساء عدة ، وكذلك الرافضة ، واليهود يبغضون جبريل ، ويقولون: هو عدونا من الملائكة ، وكذلك صنف من الرافضة ، يقولون: غلط بالوحي إلى محمد ، وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا: أصحاب موسى ، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم ؟ قالوا: أصحاب محمد ، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم ؟ قالوا: حواري عيسى ، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم ؟ قالوا: حواري محمد ، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم ، فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة ، لا يثبت لهم قدم ، ولا تقوم لهم راية ، ولا تجتمع لهم كلمة ، دعوتهم مدحوضة ، وجمعهم متفرق ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله عز وجل
(2) -مقالات الإسلاميين للشعري 1/18 الشاملة 2
(3) - شرح الطحاوية في العقيدة السلفية - (ج 3 / ص 187)
وَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى تَعْظِيمِ هَؤُلَاءِ الْعَشَرَةِ وَتَقْدِيمِهِمْ ، لِمَا اشْتُهِرَ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَنَاقِبِهِمْ . وَمَنْ أَجْهَلُ مِمَّنْ يَكْرَهُ [التَّكَلُّمَ بِلَفْظِ] الْعَشَرَةِ ، أَوْ فِعْلَ شَيْءٍ يَكُونُ عَشَرَةً !! لِكَوْنِهِمْ يُبْغِضُونَ خِيَارَ الصَّحَابَةِ ، وَهُمُ الْعَشَرَةُ الْمَشْهُودُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ، وَهُمْ يَسْتَثْنُونَ مِنْهُمْ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ! فَمِنَ الْعَجَبِ: أَنَّهُمْ يُوَالُونَ لَفْظَ التِّسْعَةِ ! وَهُمْ يُبْغِضُونَ التِّسْعَةَ مِنَ الْعَشَرَةِ ! وَيُبْغِضُونَ سَائِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ ، الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَكَانُوا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ ، وَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . كَمَا قَالَ تَعَالَى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } الْفَتْحِ: 18.