فهرس الكتاب
الصفحة 95 من 247

ص 27 جـ (7) .

ج56- أمَّا عليٌّ رضي الله عنه فلا ريبَ أنهُ ممن يحبُّ اللهَ و يحبُّهُ اللهُ لكنْ ليسَ بأحقَّ بهذهِ الصِّفَةِ من أبي بكرٍ و عمرَ و عثمانَ رضي الله عنهم ، و لا كانَ جهادُه للكفارِ و المرتدينَ أعظمَ من جهادِ هؤلاءِ ، و لا حصلَ بهِ منَ المصلحةِ للدينِ أعظمُ مما حصلَ بهؤلاءِ ، بل كلٌّ منهُم له سعيٌ مشكورٌ و عملٌ مبرورٌ، و آثارٌ صالحةٌ في الإسلامِ ، و اللهُ يُجزيَهم عنِ الإسلامِ و أهلهِ خيرَ جزاءٍ ؛ فهمُ الخلفاءُ الراشدونَ و الأئمةُ المهديونُ الذينَ قضَوا بالحقِّ ، و بهِ كانوا يعدِلونَ، و أمَّا أن يأتيَ إلى أئمةِ الجماعةِ الذينَ كانَ نفعُهم في الدينِ و الدنيا أعظمَ ، فيجعلهُم كفاراً أو فساقاً ظلمةً، و يأتي إلى من لمْ يجرِ على يديهِ من الخيرِ مثلَ ما جرَى على يدِ واحدٍ منهُم فيجعلُه إلهاً أو شريكاً للهِ ، أو شريكَ رسولِ الله صلى الله عليه و سلم، أوِ الإمامَ المعصومَ الذي لا يؤمنُ إلا مَنْ جعلَهُ معصوماً منصوصاً عليهِ ، و مَنْ خرجَ عن هذا فهوَ كافرٌ ، و يجعلُ الكفارَ المرتدينَ الذي قاتلَهم أولئكَ كانوا مسلمينَ، و يجعلَ المسلمينَ الذين يصلُّون الصلواتِ الخمسِ و يصومونَ شهرَ رمضانَ و يحجُّون البيتَ و يؤمنونَ بالقرآنِ ، يجعلُهُم كفاراً لأجلِ قتالِ هؤلاءِ، فهذا عملُ أهلِ الجهلِ و الكذبِ و الظلمِ و الإلحادِ في دينِ الإسلامِ؛ عملُ مَنْ لا عقلَ لهُ و لا دينَ و لا إيمانَ ،و العلماءُ دائماً يذكرونَ أنَّ الذي ابتدعَ الرفضَ كان زنديقاً ملحداً مقصودُهُ إفسادُ دينِ الإسلامِ، و لهذا صارَ الرفضُ مأوَى الزنادقةِ الملحدينَ منَ الغاليةِ و المعطِّلةِ كالنصيريةِ و الإسماعيليةِ و نحوهِم ، و أولُ الفكرةِ آخرُ العملِ، فالذي ابتدعَ الرفضَ كان مقصودُه إفسادَ دينِ الإسلامِ ونقضَ عراهُ وقلعَهُ بعروشهِ آخراً، لكنْ صارَ يظهرُ منه ما يُكنُّهُ من ذلكَ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) [التوبة/32، 33] ، وهذا معروفٌ عن ابنِ سباَ وأتباعهِ ، وهو الذي ابتدعَ النصَّ في عليٍّ ، وابتدعَ أنهُ معصومٌ ، فالرافضةُ الإماميةُ هم أتباعُ المرتدينَ وغلمانِ الملحدينَ وورثةِ المنافقينَ، لم يكونوا أعيانَ المرتدينَ الملحدينَ.

ج57- أهلُ البيت لم يتفقوا وللهِ الحمدُ على شيءٍ من خصائصِ مذهبِ الرافضةِ ، بل همُ المبرؤونَ المنزهونَ عن التدنُّسِ بشيءٍ منه، ص 395 جـ (7) .

ج58- (إنَّ) أئمةَ العترةِ كابنِ عباسِ وغيرهِ يقدِّمونَ أبا بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما في الإمامةِ والأفضليةِ ، وكذلك سائرُ بني هاشمَ من العباسيينَ والجعفريينَ ، وأكثرُ العلويينَ، وهم مقرُّونَ بإمامةِ أبي بكر ٍوعمرَ رضي الله عنهما ،وفيهم من أصحابِ مالكٍ وأبي حنيفةَ والشافعيِّ وأحمدَ وغيرُهم أضعافُ من فيهم منِ الإماميةِ، والنقلُ الثابتُ عن جميعِ علماءِ أهلِ البيتِ منْ بني هاشمَ منَ التابعينَ وتابعيهِم، من ولدِ الحسينِ بنِ عليٍّ وولدِ الحسنِ وغيرهِما أنَّهم كانوا يتولَّون أبا بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما ، وكانوا يفضِّلونهُما على عليٍّ رضي الله عنه ، والنقولُ عنهم ثابتةٌ متواترةٌ ، وقد صنفَ الحافظُ أبو الحسنِ الدارقطنيِّ كتابُ ثناءِ الصحابةِ على القرابةِ وثناءِ القرابةِ على الصحابةِ، وذكر فيه من ذلك قطعةٌ ص 396 جـ (7) .

ج59- إنَّ الرافضةَ من أعظمٍ الناسِ قدحاً وطعناً في أهلِ البيتِ، وأنهم همُ الذينَ عادوا أهلَ البيتِ في نفسِ الأمرِ ، ونسبوهُم إلى أعظمِ المنكراتِ التي منْ فعلَها كانَ منَ الكفارِ، وليس هذا ببدعٍ من جهلِ الرافضةِ و حماقاتهِم ص 408 جـ (7) .

ج60- إن الرافضة تدعي أن الإمامَ المعصومَ لطفٌ من اللهِ بعبادهِ ليكونَ ذلك أدعَى إلى أنْ يطيعوهُ فيُرحموا ،وعلى ما قالوهُ فلم يكنْ على أهل الأرضِ نقمةٌ أعظمَ منْ عليٍّ رضي الله عنه ، فإنَّ الذين خالفوهُ وصاروا مرتدينَ كفاراً والذينَ وافقوهُ أذلاءُ مقهورينَ تحتَ النقمةِ، لا يدَ ولا لسانَ، وهم معَ ذلكَ يقولونَ: إنَّ خلقَه مصلحةٌ ولطفٌ ، وإنَّ اللهَ يجبُ عليه أنْ يخلقَهُ ،وإنهُ لا تتمُّ مصلحةُ العالمِ في دينهِم ودنياهُم إلا بهِ، وأيُّ صلاحٍ في ذلكَ على قولِ الرافضةِ ؟!!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام