فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 247

ج 41- أما عليٌّ رضي الله عنه فإن أهل السنة يحبونه ويتولونه، ويشهدون بأنه من الخلفاء الراشدينَ والأئمةِ المهديينَ، لكنْ نصفُ رعيتهِ يطعنونَ في عدلهِ ، فالخوارجُ يكفِّرونه، وغيرُ الخوارج من أهلِ بيته وغير أهل بيته: يقولون إنه لم ينصفْهم، وشيعةُ عثمانَ رضي الله عنه يقولون: إنه ممنْ ظلمَ عثمانَ ، وبالجملة لم يظهرْ لعليٍّ رضي الله عنه منَ العدلِ مع كثرةِ الرعيةِ وانتشارِها ما ظهرَ لعمرَ رضي الله عنه ولا قريب منه ،وعمرُ لمْ يولِّ أحداً من أقاربهِ وعليٌّ ولَّى أقاربهُ كما ولَّى عثمانُ أقاربهُ، وعمرُ مع هذا يخافُ أن يكونَ ظلمهُم، فهو أعدلُ وأخوفُ من اللهِ منْ عليٍّ ، فهذا مما يدلُّ على أنهُ أفضلُ من عليٍّ ، وعمرُ مع رضا رعيتهِ عنه يخافُ أن يكون ظلمهُم ، وعليٌّ يشكو من رعيتهِ وتظلمهِم ،ويدعو عليهِم ويقول: اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي ، وَمَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي ، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ مِنِّي ، مَا يَمْنَعُ أشْقَاكُمْ أَنْ يَخْضِبَهَا بِدَمٍ"وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، (1) فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) [الأنعام/81] ؟!!"

ج42- الرافضة تسميه: فرعونُ هذه الأمة . (2) ص 164 جـ (6) .

ج43- أما عليٌّ رضي الله عنه فما زالا مكرمين له غاية الإكرام ، بكل طريق مقدِّمينِ له، بل ولسائر بني هاشمَ على غيرهم في العطاء ، مقدِّمين له في المرتبةِ والحرمةِ والمحبةِ والموالاةِ والثناءِ والتعظيمِ ، كما يفعلانِ بنظرائهِ ويفضِّلانهِ بما فضلهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بهِ على منْ ليسَ مثلهُ، ولم يعرفْ عنهم كلمةَ سوءٍ في عليٍّ قطُّ، بل ولا في أحدٍ من بني هاشمَ ، ومنَ المعلومِ أن المعاداةِ التي في القلب توجبُ إرادةَ الأذى لمنْ يعادي ، فإذا كان الإنسانُ قادراً اجتمعتِ القدرةُ مع الإرادةِ الجازمةِ ، وذلك يوجب وجودَ المقدورِ، فلو كانا مريدَينِ بعليٍّ سوءاً لكانَ ذلك مما يوجبُ ظهورَهُ، لقدرتهِما ، فكيف ولم يظهرْ منهما إلا المحبةُ والموالاةُ ، وكذلك عليٌّ رضي الله عنه قد تواترَ عنه مِن محبَّتِهما وموالاتِهما وتعظيمِهما وتقديمِهما على سائرِ الأمةِ ما يعلمُ به حالهُ في ذلك، ولم يعرفْ عنه قطُّ كلمةَ سوءٍ في حقِّهما ، ولا أنه كان أحقَّ بالأمرِ منهما، وهذا معروفٌ عند من عرفَ الأخبارَ الثابتةَ المتواترةَ عند الخاصَّةِ والعامَّةِ والمنقولةِ بأخبارِ الثقاتِ.

(1) - أخرجه عبد الرزاق في مصنفه برقم ( 18003 ) وابن أبي شيبة في المصنف برقم ( 36438 ) وابن سعد برقم (2618) وهو صحيح

(2) - قلت: كذبوا وخسئوا ، بل فرعون هذه الأمة هو أبو جهل عليه لعنة الله تعالى ، فعَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِى جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ وَهُوَ صَرِيعٌ وَهُوَ يَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ بِسَيْفٍ لَهُ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ. فَقَالَ هَلْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. قَالَ فَجَعَلْتُ أَتَنَاوَلُهُ بِسَيْفٍ لِى غَيْرِ طَائِلٍ فَأَصَبْتُ يَدَهُ فَنَدَرَ سَيْفُهُ فَأَخَذْتُهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى قَتَلْتُهُ - قَالَ - ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَأَنَّمَا أُقَلُّ مِنَ الأَرْضِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ « آللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ » . فَرَدَّدَهَا ثَلاَثاً قَالَ قُلْتُ آللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ. قَالَ فَخَرَجَ يَمْشِى مَعِى حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ هَذَا كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ » رواه أحمد في مسنده (4334) وهو حديث صحيح لغيره

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام