، والهوى إذا بلغ بصاحبه إلى هذا الحدِّ فقد أخرجَ صاحبَهُ عن ربقةِ العقلِ فضلاً عن العلمِ والدينِ، فنسأل اللهَ العافيةَ من كل بليَّةٍ ، وإنَّ حقًّا على اللهِ أن يذلَّ أصحابَ مثلِ هذا الكلامِ ، وينتصرَ لعباده المؤمنين، من أصحاب نبيهِ وغيرهم من هؤلاء المفترينَ الظالمينَ .
ج39- هؤلاء الرافضة إما منافقٌ وإما جاهلٌ ، فلا يكون رافضيٌّ ولا جهميٌّ إلا منافقاً أو جاهلاً بما جاء به الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، لا يكون فيهم أحدٌ عالماً بما جاء به الرسولُ مع الإيمانِ به، فإنَّ مخالفتَهُم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبهُم عليه لا يخفى قطُّ إلا على مفرطٍ في الجهلِ والهوَى، وشيوخُهم المصنفونَ فيهم طوائفُ يعلمون أن كثيراً مما يقولونهُ كذبٌ ، ولكنْ يصنِّفون لهم لرياستهِم عليهم ، وهذا المصنِّفُ يتَّهمُهُ الناسُ بهذا ، ولكنْ صنفَ لأجلِ أتباعهِ، فإن كانَ أحدهم يعلمُ أن ما يقولهُ باطلٌ ويظهرهُ ، ويقول إنهُ حقٌّ من عند اللهِ فهو من جنسِ علماءِ اليهودِ الذين قال الله تعالى فيهم: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) [البقرة/79] ، وإن كان يعتقدُ أنهُ حقٌّ دلَّ ذلك على نهاية جهلهِ وضلالهِ
فإن كنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ وإنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
ج40-لا ريب أن هؤلاء من سادات المسلمين وأئمة الدين ، ولأقوالهم من الحرمةِ والقدرِ ما يستحقُّهُ أمثالهُم، لكنْ كثيرٌ مما ينقل عنهم كذبٌ، والرافضةُ لا خبرةَ لهم بالأسانيدَ ،والتمييز ِبين الثقات وغيرهم، بل هم في ذلك من أشباهِ أهلِ الكتاب كلُّ ما يجدونهُ في الكتب منقولاً عن أسلافهم قبلوه ، بخلاف أهل السنَّةِ فإنَّ لهم من الخبرةِ بالأسانيدَ ما يميزون به بين الصدقِ والكذب ص 163 جـ (5) .