فهرس الكتاب
الصفحة 92 من 247

ج51- أمَّا الرافضيُّ فلا يعاشرُ أحداً إلا استعملَ معهُ النِّفاقَ، فإنَّ دينَهُ الذي في قلبهِ دينٌ فاسدٌ يحملُه على الكذبِ والخيانةِ وغشِّ الناسِ ، وإرادةِ السُّوءِ بهم، فهو لا يألوهُمْ خبالاً (1) ،ولا يتركُ شرًّا يقدرُ عليهِ إلا فعلَهُ بهِم، وهو ممقوتٌ عندَ مَنْ لا يعرفُهُ ، وإن لم يعرَفْ أنهُ رافضيٌّ تظهَرُ على وجهِهِ سِيما النِّفاقِ ، وفي لحنِ القولِ (2) ، ولهذا تجدُهُ ينافقُ ضعفاءَ الناسِ ، ومَنْ لا حاجةَ بهِ إليه لِما في قلبهِ منَ النفاقِ الذي يُضعفُ قلبَهُ ، والمؤمنُ معهُ عزَّةُ الإيمانِ ، فإن العزة َلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، (3) ثم همْ يدَّعونَ الإيمانَ دونَ الناسِ ، والذلَّةُ فيهِم أكثرُ منها في سائرِ الطوائفِ من المسلمينَ، وقد قالَ تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) [غافر/51] ، وهم أبعدُ طوائفَ أهلِ الإسلامِ عنِ النصرةِ وأولاهُم بالخذلانِ .

ج52- إنهم أقربُ طوائفَ أهلِ الإسلامِ إلى النفاقِ وأبعدُهُم عن الإيمانِ، وآيةُ ذلك أنَّ المنافقينَ حقيقةً الذين ليسَ فيهِم إيمانٌ منَ الملاحدةِ يميلونَ إلى الرافضةِ ، والرافضةُ تميلُ إليهم أكثرَ منْ سائرِ الطوائفِ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلمِ: « الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ » (4)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ:"اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَخْدَانِهِمْ" (5) فعلِمَ أنَّ بينَ أرواحِ الرافضةِ وأرواحِ المنافقينَ اتفاقاً محضاً قدراً مشتركاً وتشابهاً ، وهذا لِما في الرافضةِ ( من النفاقِ) ، فإنَّ النفاقَ شُعَبٌ كما في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ » . (6)

(1) - قال تعالى عن المنافقين { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) [آل عمران/118، 119] }

(2) - قال تعالى عن المنافقين: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) [محمد/30، 31] }

(3) - قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) [المنافقون/8، 9] }

(4) - رواه مسلم (2638)

(5) - روه الطبراني في الكبير (8827) وهو صحيح والإخوان برقم (38) ورواه ابن بطة في الإبانة (381 و501 و502) ولفظه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَخْدَانِهِمْ , فَإِنَّ الْمَرْءَ لَا يُخَادِنُ إِلَّا مَنْ يُعْجِبُهُ *

عَنْ هُبَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ:"اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَخْدَانِهِمْ , فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يُخَادِنُ إِلَّا مَنْ يُعْجِبُهُ نَحْوُهُ"*

عَنْ هُبَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:"اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَخْدَانِهِمْ , الْمُسْلِمُ يَتْبَعُ الْمُسْلِمَ , وَالْفَاجِرُ يَتْبَعُ الْفَاجِرَ"

(6) - رواه البخاري (34) ومسلم ( 58)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام