فهرس الكتاب
الصفحة 102 من 247

والغلوِّ، وأنَّ عليًّا إلهٌ يعلمُ الغيبُ مفوَّضٌ إليه خلقُ العالمِ ، وما أشبهَ ذلكَ من أعاجيبِ الشيعةِ وجهلهِم ، فإنهم أسرعُ إلى إجابتِك بهذا الناموسِ حتى تتمكنَ منهم ، مما تحتاجُ إليه أنت ومن بعدكَ ممنْ تثقُ به من أصحابِك فترقيِّهِم إلى حقائقِ الأشياءِ حالاً فحالاً، ولا تجعلْ كما جعلَ المسيحُ ناموسَهُ في زُور موسى القولُ بالتوراة وحفظُ السبتِ ، ثم عجَّلَ وخرجَ عن الحدِّ وكان له ما كانَ يعني من قتلهِم له بعد تكذيبهِم إياهُ ، وردَّهُم عليه وتفرُّقَهم عنه، فإذا آنستَ من بعضِ الشيعةِ عندَ الدعوةِ إجابةً ورشداً أوفقتْهُ على مثالبِ عليٍّ وولدهِ ، وعرَّفتَه حقيقةَ الحقِّ لمنْ هوَ، وفيمنْ هو وباطلَ بطلانِ كلِّ ما عليه أهلُ ملَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وغيرهِ من الرسلِ، ومن وجدتَه صابئاً فأدخلْه مداخلَهُ بالأشانيعِ وتعظيمِ الكواكبِ، فإن ذلك دينُنا ،وجُلُّ مذهبِنا في أولِ أمرِنا وأمرهِم من جهةِ الأشانيعِ، يقربُ عليكَ أمرهُ جدًّا ، ومن وجدتَهُ مجوسيًّا اتفقتَ معهُ في الأصلِ في الدرجةِ الرابعةِ من تعظيمِ النارِ والنور ِوالشمسِ والقمرِ ، واتلُ عليهم أمرَ السابقِ وأنه نهرٌ منَ الذي يعرفونَهُ وثالثُهُ المكنونِ من ظنِّه الجيدَ والظلمةَ المكتوبةَ، فإنهم معَ الصابئينَ أقربَ الأممِ إلينا وأولاهُم بنا، لولا يسيرٌ صحَّفوهُ بحهلهِم بهِ، قالوا: وإنْ ظفرتَ بيهوديٍّ فادخلْ عليهِ من جهةِ انتظارِ المسيحِ، وأنهُ المهديُّ الذي ينتظرهُ المسلمونَ بعينهِ، وعظِّمِ السبتَ عندهُم، وتقربْ إليهِم بذلكَ وأعلمْهم أنهُ مثلٌ يدلُّ على ممثولٍ ، وأنَّ ممثولَهُ يدلُّ على السابعِ المنتظرِ، يعنونَ محمدَ بنِ إسماعيلَ بن جعفر ، وأنه دورُه وأنهُ هو المسيحُ وهو المهديُّ، وعند معرفتِه تكونُ الراحةُ من الأعمالِ وتركِ التكليفاتِ، كما أُمروا بالراحةِ يومَ السبتِ، وأن راحةَ السبتِ هو دلالةٌ على الراحةِ من التكليفِ والعباداتِ في دور السابعِ المنتظَرِ، وتقرَّبْ منْ قلوبهِم بالطعنِ على النصارَى والمسلمينَ الجهَّال الحيارَى الذينَ يزعمونَ أن عيسَى لم يولدْ ولا أبَ لهُ، وقوِّ في نفوسِهم أنَّ يوسفَ النجارَ أبوهُ ،وأنَّ مريمَ أمُّهُ وأن يوسفَ النجارِ كانَ ينالُ منها ما ينالُ الرجالُ من النساءِ، وما شاكلَ ذلكَ، فإنهم لنْ يلبَثوا أن يتَّبعوك، قال: وإنْ وجدتَ المدَّعي نصرانيًّا فادخلْ عليه بالطعنِ على اليهودِ والمسلمينَ جميعاً وصحةِ قولهِم في الثالوثِ وأنَّ الأبَ والابنَ وروحَ القدسِ صحيحٌ، وعظمِ الصليبَ عندهُم، وعرِّفْهُم تأويلَهُ، وإنْ وجدتَهُ مثانيًّا فإنَّ المثانيةَ تحركُ الذي منه يعترفُ فداخلهم بالممازجةِ في البابِ السادسِ في الدرجةِ السادسةِ من حدودِ البلاغِ التي يصفُها من بعدُ، وامتزجَ بالنورِ وبالظلامِ ، فإنكَ تملكُهم بذلكَ، وإذا آنست من بعضهم رشدا فاكشف له الغطاء ومتى وقع إليك فيلسوف فقد علمت أن الفلاسفة هم العمدة لنا وقد أجمعنا نحن وهم على إبطال نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم لولا ما يخالفنا بعضهم من أن للعالم مدبرا لا يعرفونه فإن وقع الاتفاق منهم على أنه لا مدبر للعالم فقد زالت الشبهة بيننا وبينهم وإذا وقع لك ثنوي منهم فبخ بخ قد ظفرت يداك بمن يقل معه تعبك والمدخل عليه بإبطال التوحيد والقول بالسابق والتالي ورتب له ذلك على ما هو مرسومٌ لكَ في أولِ درجةِ البلاغِ وثانيهِ وثالثهِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام