فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 106

وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] .

وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ» . قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب (الحجة) ، بإسناد صحيح. [1]

وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد -لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود [2] -لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية.

وقيل نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما نترافع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول - صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله. [3]

(1) - قوله (وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ» . قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب(الحجة) ، بإسناد صحيح.) الحديث فيه كلام فبعضهم صححه وبعضهم ضعفه ولكن معناه صحيح

قال الشيخ في الفتاوى (الحديث هذا صححته جماعة وضعفته جماعة. ومما قال صاحب الحجة: لا يؤمن المؤمن إيماناً كاملاً حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم-. أما إذا كان يهوى الزنى ويفعل المعاصي يكون إيمانه ناقصاً، وكذلك إذا كان يهوى الغيبة أو النميمة، أو يفعلها يكون إيمانه ناقصاً، فلا يكون إيمانه كاملاً حتى يكون هواه وميله تبعاً لما جاء به - صلى الله عليه وسلم-، وإذا تابع هواه وأطاع الشيطان فهذا نقص في الإيمان. وهذا النقص قد يرتقي به إلى الكفر، فإذا وافق هواه في عبادة غير الله، وفي الاستهزاء بالدين أو سبه، أو استحل ما حرم الله، انتقل إلى الكفر وصار مرتداً عن الإسلام نسأل الله السلامة.) (25/ 106)

(2) - قوله (وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود -لعلمه أنهم يأخذون الرشوة) هذا فيه أن المنافقين شرم من اليهود لأنهم يلبسون على الناس أمرهم ويدعون الإسلام وهم على خلافه ويحصل بهم الضلال

(3) - - قوله (وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد -لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود -لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه, فنزلت {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية.) في كلا القصتين نظر ولكن هما شاهدان لعمل المنافقين وأنهم شر من اليهود وشر من الوثنين الصرحاء

قال الشيخ في الفتاوى (والنفاق نوعان: اعتقادي وعملي. وما ذكر الله عن المنافقين في سورة البقرة والنساء من صفات المنافقين: النفاق الاعتقادي الأكبر. وهم بذلك أكفر من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لعظم خطرهم وخفاء أمرهم على كثير من الناس، وقد أخبر الله عنهم سبحانه أنهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار) (7/ 84 ) )

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام