الملل، فالمسلمون في صفات الله تعالى وسط بين اليهود الذين شبهوا الخالق بالمخلوق، وهي صفات النقص، فقالوا: إن الله فقير، وإن الله بخيل، وإن الله تعب لما خلق العالم فاستراح! وبين النصارى الذين شبهوا المخلوق بالخالق، فوصفوه بالصفات المختصة بالخالق، فقالوا: هو الله. والمسلمون وصفوا الخالق بصفات الكمال ونزهوه عن صفات النقص ... » [1] .
تتجلى أيضًا وسطية العقيدة في التوازن في علاقة العبد بربه بين موجبات الخوف والرهبة وموجبات الأمن والطمأنينة.
فصفات الله الفاعلة في هذا الكون وفي حياة الناس والأحياء تجمع بين هذا الإيمان وذاك في توازن تام، وبهذا يسير الإنسان في حياته وهو بين الخوف والرجاء، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 165] .
وبهذا يقع التوازن في علاقة العبد بربه، ولا يخفى ما لهذا من أثر طيب على الإنسان، حيث تستقيم حياته
(1) كتاب الصفدية لابن تيمية تحقيق د. محمد رشاد: (2/ 310) .