هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما» [1] ، وعن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله» [2] .
وهذا وعيد عظيم لمن كفر أحدًا من المسلمين، وليس هو كذلك. فهذا الحديث وأمثاله فيه التحذير من التكفير والزجر عنه؛ لأنه حكم شرعي مضبوط بضوابط معلومة من نصوص الكتاب والسنة، فلا يصار إليه بمجرد الهوى والجهل [3] .
وأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أسامة حينما قتل من قال: لا إله إلا الله، فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلًا، فقال: لا إله إلا الله. فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أقال: (لا إله إلا الله) وقتلته؟» قال: قلت: يا رسول الله! إنما قالها خوفًا من السلاح. قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها
(1) رواه البخاري (6103) .
(2) رواه البخاري (610) ؛ ومسلم مختصرًا (110) .
(3) انظر: الغلو في الدين، د. عبد الرحمن اللويحق: (251 - 374) .