فهرس الكتاب
الصفحة 51 من 107

بينما صححت عقيدتنا هذا المفهوم، وذكرت أن عداوة الشيطان للإنسان قديمة ومستدامة، ولن يتمكن أن يلتقيا على خير أبدًا، لكنها كشفت النقاب عن حدود الشيطان وقدراته؛ فالشيطان ليس يملك من الإنسان إلا الوسوسة فحسب، وليس له فوق ذلك قيد أنملة من التسلط أو التمكن من الإنسان ما دام مؤمنًا، وإنما هي مجرد وسوسة؛ لأنه لا سلطان له إلا على أوليائه من الإنس، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99] .

فكيده ضعيف مهما بلغ: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76] .

وعليه فقد أرشدت الآيات إلى سبل الوقاية منه، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200] .

وقد صورت لنا آيات القرآن مشهد المحاجة بين الشيطان والإنسان يوم القيامة، حين يُرجع الكافر سبب خسارته

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام