2:286- حدثنا يعقوب بن اسحاق بن زياد أبو يوسف القلوسي، قال: نبا عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي، قال: نبا عبيد الله بن عبد الأعلي بن سعيد، عن يونس بن عبيد، عن الوليد أبي بشر، عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال حذيفة بن اليمان:
لأنا أعلم بما يكون مني بطريق كذا وكذا من المدائن، لأن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه.
3:287- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: نبا يعقوب بن ابراهيم بن سعد الزهري، قال: حدثني أبي، عن صالح (بن) كيسان، عن ابن شهاب، قال: قال أبوادريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني: سمعت حذيفة بن اليمان يقول:
والله اني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني في ذلك، أسره الي، لم يكن حدث به غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال - وهو يحدث الناس في مجلس - أنا فيه - عن الفتن، وهو يعدها: فيهن ثلاث لا يذرن شيئا، وفيهن فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار.
قال حذيفة: فذهب ذلك الرهط كلهم غيري.
4:288- حدثنا جدي، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت (عن) زر بن حبيش، قال: قال حذيفة بن اليمان:
لوددت أني وجدت مائة رجل قلوبهم من ذهب، ثم اني قمت علي صخرة، فحدثتهم حديثا لا تضرهم فتنة (بعده) أبدا، ثم لا يقدرون علي.
5:289- وحدثني جدي، قال: وحدثنا محمد بن عبيد، قال: نبا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، قال: قال حذيفة بن اليمان:
ان الفتنة تعرض علي القلوب، فأي قلب اشربها نقط علي قلبه نقطة سوداء، وأي قلب أنكرها نقط علي قلبه نقطة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم هل أصابته الفتنة أم لا؛ فلينظر، فان رأي شيئا حلالا وقد كان قبل ذلك يراه حراما، أو ان رأي شيئا حراما وقد كان قبل ذلك يراه حلالا، فليعلم حينئذ أن الفتنة قد أصابته.
6:290- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المومل الضرير، قال: نبا اليسع بن اسماعيل، قال: نبا هانئ بن المتوكل، قال: نبا عيسي بن واقد - رجل من أهل البصرة - عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول هذه الامة نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون سلطان ورحمة، ثم يكون جبرية وطغيان، وتكادم كتكادم الحمير، فاذا كان ذلك فعليكم بالجهاد، فان خير جهادكم الرباط.
وامتي يومئذ علي خمس طبقات: الطبقة (الاولى الي) الأربعين سنة أنا وأصحابي فأهل علم وايمان؛
والطبقة الثانية الى الثمانين سنة فأهل بر وتقي:
والطبقة الثالثة الى العشرين والمائة سند، فأهل تراحم وتواصل؛
والطبقة الرابعة الى ستين ومائة سنة، فأهل تقاطع وتدابر؛
والطبقة الخامسة الى المائتي سنة، فالهرب الهرب من الهرج والفتنة والقتل؛و في العشرين ومائتي سنة: يبعث الله عليهم ريحا حمراء من قبل المغرب فيها حيات صفر وحمر، تكون في الهواء، وفيها أجنحة، فتموت العلماء حتى لا يبقي الا الرجل بعد الرجل؛
وفي الثلاثين ومائتي سنة: تمطر السماء بردا أبيض، فيقتل ثلث الوحش، وثلث البهائم، وثلث الطير، وتقسوا القلوب، وتقطع الأرحام، وتضر الشجر علي ما فيها؛
وفي أربعين ومائتي سنة: تغور ثلثا مياه الأرض، وينقطع الفرات، والنيل حتى أن الناس ليرعوا شطيهما؛
وفي الخمسين ومائتي سنة: يهيج البحر، ويكثر الدواية ولا يركبه أحد؛
وفي الستين ومائتي سنة: تخرج الداعية.
فقيل له: يا رسول الله! وما الداعية؟
قال: شيطانة من البحر علي صورة الآدميين، وأحسنهم صورة، عليها الأحمر، فتقعد علي قارعة الطريق، وتدعو الناس اليها، فيأتيها في موضعها ذلك أربعون رجلا حتى أن المرأة لتخرج من خدرها - أو قال من قصرها - فتراود الرجل عن نفسه علي قارعة الطريق؛
وفي السبعين ومائتي سنة: ينادي مناد من السماء فيسمع أهل الأرض الثانية، فيموت نصف ما بقي من الجن والانس؛
وفي الثلثمائة سنة: تخرج الدابة بمكة من تحت الصفا، ويخرج الدجال من يهودية أصفهان، وينزل عيسي بن مريم، وتطلع الشمس من مغربها؛
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فلا تسألوا عما وراء ذلك.
7:291- حدثنا هارون بن علي، قال: نبا ابراهيم بن سعيد الجوهري في سنة اثنين وأربعين ومائتي، قال: نبا سفيان حديث القاسم بن مخيمرة، عن علي بن أبي طالب.
فلنذكر الآن الباب الذي قد انتهينا اليه، خروج النار التي تسوق الناس من أرض الحجاز الى بيت المقدس، وبالله التوفيق.