فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 64

1:130- حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: أخبرني يحيي بن معين، قال: نبا ابن أبي بكر الكرماني، قال: نبا عمار بن سيف - وهو ابن اخت سفيان الثوري، عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله عليه السلام: تبني مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل، تجبي اليها كنوز الأرض، يخسف بها، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من الحديدة المحماة في الأرض الخوارة.

2:131- وحدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل الضرير، قال: نبا اسحاق بن بشر الكاهلي، عن عمار بن سيف الضبي، قال: سمعت عاصم الأحول، وسأله سفيان الثوري، فذكر عن أبي عثمان النهدي، عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

تبني مدينة بين قطربل والصراة، ودجلة ودجيل وتجمع بها كل لسان، يخسف الله بها، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من المعول في الأرض النخرة.

3:132- وقد روي نعيم بن حماد فيما بلغني عنه، عن نوح بن أبي مريم، عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن حذيفة بن اليمان أنه سئل عن تفسير (حم -عسق) وكان عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب عليه السلام وعبد الله بن العباس، وابي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضورا، فقال:

(العين) عذاب، و (السين) السنة والمجاعة، و (القاف) قوم يقذفون في آخر الزمان في الزوراء فيقتل بها خلق كثير.

فقال ابن عباس: (القاف) قذف وخسف يكون.

فقال عمر بن الخطاب لحذيفة: أما أنت فقد أصبت التفسير، وأما أنت يا بن عباس فقد أصبت المعني.

4:133- وفي رواية اخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن العباس، عن حذيفة، وسئل عن تفسير (حم-عسق) فقال:

لينزلن رجل من ولد العباس - يعني أبا جعفر المنصور - علي نهر من أنهار الشرق، فيبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما، فاذا أذن الله عز وجل في هلك أهلها، جمع الله فيها كل جبار عنيد، ثم يخسف بها وبهم جميعا، فلذلك قوله عز وجل (حم-عسق) يعني عزمة الله وقضاؤه، و (العين) عذاب الله، و (السين) سيكون قذف واقع بالمدينتين.

5:134- حدثنا عب الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: نبا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: نبا أرطاة، قال:

جاء رجل الى ابن عباس وعنده حذيفة بن اليمان، فقال له: يا ابن عباس أخبرني بتفسير قول الله عز وجل (حم-عسق) فأعرض عنه، ثم كرر مقالته ثانية، فلم يجبه بشيء، ثم كررها ثالثة، فلم يجبه بشيء، فقال حذيفة:

أنا انبئك بها، نزلت في رجل من ولد العباس، ينزل علي نهر من أنهار المشرق، فيبني عليه مدينتين، يشق بينهما ذلك النهر، ثم ذكر ذلك الحديث.

6:135- حدثنا هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا محمد بن داود بن يزيد القنطري أبو جعفر - وهو أخو علي (بن) داود شيخنا - قال: نبا أبوالفضل صالح بن موسي، قال: نبا صالح بن عبد الله، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي هريرة، قال:

لما أنزل الله علي رسوله (حم-عسق) تغير لونه، وعرفنا الكآبة في وجهه، فمكث ثلاثة أيام ولياليهن لا يخبرنا بشيء، ولا نسأله عن شيء.

فلما كان اليوم الرابع خطبنا، ثم استرجع واسترجعنا معه، ولا ندري ما أول المصيبة من آخرها! فقال:

أنزلت علي آية أرمضتني، فسألت الله أشياء، فأعطانيها، ومنعني أشياء من بلاء يصيبكم بعدي.

قال: فقام سالم مولي أبي حذيفة، فقال: يا رسول الله! أخبرنا بها حتى يتمسك من يتمسك بتحذيرك، ويضيع من يضيع.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انزلت علي (حم-عسق) قضاء من ربي حقا واجبا، ف (العين) عذاب، و (السين) سنون، و (القاف) عذاب واقع.

وأخبرني جبرئيل أن عذابين قد مضيا في أهل الكفر بالله، وعذابا قد بقي واقع بامتي لا محالة، فأما العذاب بالسيف: فهو يوم بدر، وهو (العين) ، وأما (السين) : فالسنون التي كان فيها هلك أهل مكة من الجوع والقحط حتى كلوا الجيف والكلاب والفأر وما قدروا عليه.

وأما (القاف) فواقع بامتي من خسف ومسخ وقذف وريح يعذبون بها، كما عذب قوم عاد، وحيات لها أجنحة تكل الناس، وريح تقذفهم في البحر، ونار تحشرهم ما سقط فيها كلته، ويبيت قوم من امتي علي لهوهم، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير.

فقلت: يا جبرئيل، متي يكون ذلك؟ قال: اذا جفت القبيلة بأسرها، فلم يبق فيها الا الفقيه والفقيهان، فهما ذليلان مقهوران، اذا أمرا بالمعروف لم يقبل منهما،

واذا نهيا عن منكر لم يسمع منهما، واذا شربت الخمر في البادي فيقول خيرهم: ما بأس بشراب شربناه ما طاب لنا وتركنا حين كرهناه!

واذا لعن آخر هذه الامة أولها حلت عليهم اللعنة.

واذا مرت المرأة في نادي القوم، يقوم اليها أحدهم، فيرفع ذيلها كما يرفع ذنب النعجة.

واذا استحل الصيد في الحرم.

واذا لبست امتك الحرير، وغنتهم القينات، وضربوا بالدفوف، وكان المؤمنون فيهم أذل من أمة سوداء.

واذا ارتفعت أصوات الفسقة في المساجد، وظهر أهل المنكر علي أهل المعروف.

واذا كثر المطر، وقل النبات.

واذا ظهرت الغيبة وكثر أولاد البغية.

واذا شرف رب المال، وكان زعيم القوم أرذلهم.

واذا تركت امتك الزكاة، وقالت: هو غرم! واذا اغتنمت الأمانة، وقالت: هو غنم! وساد القبيلة فاسقهم، وكرم الرجل مخافة شره.

واذا كرم الرجل امرأته وعق امه، وأدني صديقه، وأقصي أباه.

واذا استؤثر بالفي ء، وكان الامراء الصبيان.

واذا هاب الشيخ أن يتكلم عند من هو أحدث منه سنا.

واذا تكادحت امتك علي الدنيا، وقتل بعضهم بعضا ضنا وشحا عليها، واذا كانت العبادة استطالة علي الناس، فعند ذلك تتابعت الآيات علي امتك كنظام تالي السلك، انقطع فتابع بعضه بعضا.

وهذا آخر الحديث، فلنعد ثانية كتب فضلة من أخبار المهدي عليه السلام في هذا الفصل الذي قد انتهينا اليه، وبالله التأييد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام